منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل عتبة 43 ألف شخص، بينهم 17 ألفًا من الأطفال، وأكثر من 11 ألفًا من النساء.
ورغم كل هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء، فشل العالم والمجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها.
سؤال مشروع
وفي الطرف الآخر من العالم، حيث تدور الحرب بين روسيا وأوكرانيا منذ نحو ثلاثة أعوام، تهرول دول العالم الأول لإيقاف الحرب هناك بكل ما أوتيت من قوة. فقد تم استخدام كل وسائل الضغط الاقتصادي والعسكري ضد روسيا، في الوقت الذي لم يتوقف العالم متفرجًا على المجازر الإسرائيلية فحسب، بل دعمتها الدول الكبرى بالسلاح.
الحديث عن ازدواجية المعايير لدى المجتمع الغربي في التعامل مع حرب الإبادة في غزة ومقارنتها بالتعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية ليس أمرا حديثا، فهذه الازدواجية تثار من وقت إلى آخر.
وفي هذا الصدد، ذهب أحد الصحافيين المتضامنين مع فلسطين ويدعى ديمتري لاس-كاريس لتغطية مؤتمر وزاري عقد في مونتريال الكندية عن البعد الإنساني لصيغة السلام في أوكرانيا.
وقام ديمتري بمفاجأة المدعوين بسؤاله "عشرات المندوبين عما إذا كانت حياة الفلسطينيين مهمة بقدر حياة الأوكرانيين. ولم يجب أحد تقريبًا بنعم".
تفاعل واسع
وأمام هذا المشهد، تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع مقطع الفيديو للصحافي الذي قصد توثيق إجابات المدعويين.
وقالت الأكاديمية نانسي بيرين: "لا أجد كلمات تصف ما يحدث، ولا أجد كلمات تصف هذا التنازل عن الإنسانية".
أما طاهر ليم، فقد قال: "إننا نعلم هذا بالفعل. فلو أنهم تصوروا للحظة أن الأطفال الفلسطينيين بشر، لما سمحوا باستمرار هذه الإبادة الجماعية لمدة عام كامل. يا له من عار".
أما ديفيد جونسون فقد كتب: "هذا أمر لا يصدق. ولكن السبب في ذلك هو أن الأوكرانيين أوروبيون، أما الفلسطينيون فليسوا أوروبيين".
أما كريبت-يانو عمر، فقال: "إن حياة الفلسطينيين لا تساوي قيمة حياة الأوكرانيين. فهل يقف العالم متفرجًا إذا ما قتل ثلاثون ألف طفل أوكراني؟ لن يقف العالم متفرجًا أبدًا".