كلّف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اليوم الجمعة جورجيا ميلوني رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرّف بتشكيل الحكومة، بعد تحقيق الحزب انتصارًا تاريخيًا في الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي.
ويُعد وصول تحالف اليمين المتطرف إلى رئاسة الحكومة في إيطاليا، هو الأول منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأصبحت ميلوني بتعيينها رئيسة للحكومة أول امرأة تتولّى رئاسة الوزراء في إيطاليا.
ويتمتع ائتلاف ميلوني الذي يهيمن عليه اليمين المتشدّد، والذي يضمّ الزعيم الشعبوي لـ"الرابطة المناهضة للمهاجرين" ماتيو سالفيني وزعيم "فورتسا إيطاليا" سيلفيو برلوسكوني الغالبية المطلقة في كل من مجلس النواب والشيوخ.
تشكيلة الحكومة
وإثر تعيينها، قدّمت ميلوني تشكيلة حكومتها التي ستؤدي اليمين صباح غد السبت أمام رئيس الجمهورية.
وتعكس قائمة الوزراء التي تضمّ 24 وزيرًا بينهم ست نساء رغبتها في طمأنة شركاء روما القلقين من وصول اليمين المتطرّف إلى السلطة في إيطاليا.
وعُيّن الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني من "فورتسا إيطاليا" وزيرًا للخارجية. وأسندت إلى جانكارلو جيورجيتي ممثل الجناح المعتدل في الرابطة والذي كان وزيرًا في حكومة ماريو دراغي المنتهية ولايتها حقيبة الاقتصاد.
أما بالنسبة لماتيو سالفيني، فقد عُين نائبًا لرئيسة الوزراء، ولكن عليه أن يكتفي بحقيبة البنى التحتية والنقل، بينما كان يطمح لتولي وزارة الداخلية.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت زعيمة اليمين المتطرف أنها وحلفاءها طلبوا من رئيس البلاد أن يمنحها تفويضًا لتشكيل حكومة جديدة.
والخميس، غرّدت ميلوني على تويتر قائلة: "مستعدون لمنح إيطاليا حكومة تواجه حالات الطوارئ وتحديات عصرنا بضمير وكفاءة".
تصدّعات في الائتلاف
وبينما يواجه ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو مثل جيرانه وضعًا اقتصاديًا صعبًا بسبب أزمة الطاقة والتضخم، ستكون مهمة ميلوني صعبة خصوصًا وأن عليها ضمان وحدة ائتلافها الذي يظهر تصدعات.
ويبدو أن سالفيني وبرلوسكوني مترددان في قبول سلطة جيورجيا ميلوني التي فاز حزبها بـ26% من الأصوات في الانتخابات، مقابل 8% فقط لحزب برلوسكوني و9% للرابطة.
وميلوني المؤيدة لحلف شمال الأطلسي ولدعم أوكرانيا ضد روسيا اضطرت هذا الأسبوع لمواجهة تصريحات مثيرة للجدل لبرلسكوني، الذي أكد أنه "استأنف الاتصال" مع فلاديمير بوتين وحمل كييف مسؤولية الحرب.
وهي تصريحات أرغمت ميلوني على تصحيح الوضع الأربعاء بالتأكيد على أن إيطاليا "جزء بالكامل" من أوروبا وحلف شمال الأطلسي و"رأسها مرفوع".
ما مدى قدرة #إيطاليا تحت راية #ميلوني، على دفع ثمن انحيازها إلى #روسيا والابتعاد عن الاتحاد الأوروبي؟ #للخبر_بقية pic.twitter.com/argIZoZsUI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 26, 2022
تحديات اقتصادية
على حكومة ميلوني التركيز قبل كل شيء على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تنتظرها.
فقد ارتفع التضخم في إيطاليا في سبتمبر/ أيلول بنسبة 8,9% على أساس سنوي بينما تواجه إيطاليا خطر ركود تقني العام المقبل، مثل ألمانيا.
ويبدو هامش مناورة روما ضيقًا بسبب ديون ضخمة تمثل 150% من إجمالي الناتج المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
سيتم التسليم والتسلم بين رئيس الحكومة السابق دراغي وميلوني الأحد في قصر كيجي مقر الحكومة، وسيليه أول جلسة لمجلس الوزراء.
وميلوني المشككة في الاتحاد الأوروبي تخلت عن حملتها من أجل الخروج من منطقة اليورو، لكنها وعدت بالدفاع عن مصالح بلدها بشكل أكبر في بروكسل.
وبين "حلفائها" والمفوضية والأسواق تبدو ميلوني في وضع صعب حتى قبل توليها المنصب، في ما يكاد يكون تقليدًا في بلد معروف بعدم استقرار حكومي مزمن.