ظهر البهاق على جسد سارة حمية بعمر الثالثة أثناء حرب تموز 2006 على لبنان.
وتُعيد الشابة التغيّر الذي طرأ على لون جلدها إلى صدمتها لخبر سمعته في أحد أيام تلك الحرب، عن سقوط صاروخ بقرب منزل أحد أقاربها قيل إنه أودى بحياة الجميع.
وتستغرب الرفض الذي عاشته في المجتمع والمدرسة وبين المعارف، واصفة ردود الفعل السلبية بـ "الجهل وقلة الوعي".
وتسأل: "أنا لا أنقل العدوى للآخرين، وباستثناء تبدّل اللون فإن المرض لم يؤثر عليّ ولا يؤثر عليهم، فماذا فعلت أنا؟".
وتمكنت سارة من تحقيق الكثير عندما قررت أن تخضع لماكياج احترافي لا يخفي البهاق، ثم نشرت صورة لها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وعندها اختلفت مواقف الكثيرين إزاءها، وهي تتطلع إلى أن تثمر ثقتها بنفسها تشجيعًا لمصابين آخرين بالبهاق ليصبحوا أقوى.
ردة فعل ملهمة
عبير قمصية، المدربة في العلاقات الاجتماعية، تصف ردة فعل سارة بـ "الملهمة" حول كيفية التعامل مع الإساءة من حولنا ومع الأشخاص المسيئين، حيث تعتبر أن الشابة استخدمت ضعف المجتمع لتصنع فرصة للإلهام.
وتشجع المدربة سارة على الخروج للعامة والحديث عن تجربتها الجميلة، وكيف حولت الألوان القاتمة إلى أخرى لامعة لتحدي الظرف الصعب والتهميش الذي تعرضت له.
وإذ تنبه إلى أن الشخص عندما يتعرض للإساءة في الصغر فإن آثار ذلك قد ترافقه لسن متأخرة، تتحدث عن دراسات تُفيد بأن التنمر أخطر من الإدمان على أنواع المخدرات.