مما يُنقل عن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها وبّخت ذات يوم صحافيًا سألها عن مظهرها، من حيث تكرارها للملابس نفسها في مناسبات مختلفة، فما كان منها إلا أن أجابته بعبارة: "مهمتي هي خدمة الشعب الألماني، وليست تقديم عرض أزياء".
سواء أكانت ميركل قد سُئلت عن هذا الأمر بالفعل وردّت بتلك العبارة أم لم تفعل، إلا أن عادة إحيائها لإطلالات سابقة كان موضع ملاحظة. وهي لم تخرج بذلك عن أسلوب تعتمده شخصيات نسائية معروفة أوروبيًا وعالميًا.
غير أن أسلوب ميركل التي توشك حقبتها على نهايتها، باختيار الملابس شكل فعلًا علامة فارقة طبعت مسيرتها بوصفه "بسيطًا وعمليًا". وهي التي تعتمد عادة سترة وبنطالًا واسعًا وحذاء أسود مسطّحًا وحقيبة Longchamp واسعة وقلادة.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن ميركل كانت قد أصبحت بعد فوزها في انتخابات عام 2005، من زبائن المصممة بتينا شوينباخ التي تختصر على موقعها الإلكتروني فلسفتها بالقول: "الأسلوب هو تعبير عن الخيارات الشخصية التي اتخذت مرات عديدة".
وتضيف أنها "مكرّسة لمساعدة العملاء على التحكم الإستراتيجي بصورتهم".
وقد تمكنت ميركل طوال فترة رئاستها التي تقترب الآن من نهايتها بفضل شوينباخ، من تنسيق ملابسها يوميًا بسهولة.
وتشير الصحيفة إلى أنه وفقًا لصحافة الأزياء الألمانية، يُعتقد أن ميركل جمعت عدّة مئات من السترات على مر السنين من الكتان والحرير والمخمل والصوف ومعظمها من القماش الإيطالي.
وهذه السترات هي بجميع ظلال قوس قزح، من الباستيل الناعم إلى البنفسجي والبرتقالي الملتهب، وصُنعت لكل موسم ومناسبة.
وتنقل الصحيفة عن ميركل واحدة من الملاحظات القليلة التي أدلت بها حول أسلوبها، وجاء فيها قولها لصحيفة Süddeutsche Zeitung عام 2015: "هناك مناسبات يجب أن أرتدي فيها ألوانًا داكنة، ثم أحيانًا يتم إبلاغي بأنني سأقف أمام خلفية بيضاء، ولهذا يجب أن يكون للسترة لون فاتح. وأحيانًا أكون ببساطة في مزاج لارتداء شيء مشرق وملون".
وتشير الغارديان إلى أن ميركل لم تُشاهد بفساتين إلا في رحلتها السنوية إلى الأوبرا في بايرويت.
وتلفت إلى ما قيل عن أن العناوين التي أعقبت ظهورها عام 2008، عندما ارتدت فستانًا من قماش التفتا ذا ياقة منخفضة وحمل توقيع المصممة آنا فون غريسهايم عند افتتاح دار الأوبرا في أوسلو، أزعجتها كثيرًا لدرجة أنها لم تكرر التجربة أبدًا.
