الأحد 10 نوفمبر / November 2024

ستمنع ولادة الملايين.. دراسة جديدة حول سياسات الصين في شينغيانغ

ستمنع ولادة الملايين.. دراسة جديدة حول سياسات الصين في شينغيانغ

شارك القصة

شينغيانغ
انخفضت معدلات المواليد في شينغيانغ إلى النصف تقريبًا بين عامي 2017 و2019 (غيتي)
واجهت الصين ولا تزال، انتقادات دولية شديدة بشأن سياساتها في شينغيانغ، لا سيما من قبل الولايات المتحدة التي اتهمتها بارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الإيغور.

خلصت دراسة ألمانية جديدة إلى أنّ سياسات الصين التي تهدف إلى الحد من أعداد الأقليات في شينغيانغ، يمكن أن تحول دون ولادة حوالي 4 ملايين طفل، خلال العقدين المقبلين.

وتشير التوقعات إلى أن انخفاض معدلات المواليد لدى الأقليات يمكن أن يرفع نسبة قومية الهان الصينيين، الذين يمثلون أغلبية في سائر أنحاء الصين، من 8,4% حاليًا إلى 25% في جنوب شينغيانغ.

وبحسب الباحث الألماني أدريان زينز، فإن النمو السكاني الطبيعي للأقليات العرقية في جنوب شينغيانغ، كان سيصل إلى 13,14 مليون نسمة بحلول عام 2040؛ لكن إجراءات القمع التي تتبعها بكين، يمكن أن تمنع ما يصل إلى 4,5 ملايين ولادة بين الإيغور والأقليات العرقية الأخرى.

وتُظهر البيانات الرسمية أن معدلات المواليد في شينغيانغ، انخفضت إلى النصف تقريبًا بين عامي 2017 و2019.

وتُعتبر هذه النسبة من أكبر النسب المنخفضة في جميع المناطق الصينية والأكثر تطرفًا على مستوى العالم منذ عام 1950، وفقًا لتحليل أجراه معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي.

مواجهات عرقية

وفي العقود الأخيرة، كان الملايين من الصينيين الهان قد قرروا الانتقال إلى شينغيانغ للعثور على عمل في المنطقة الغنية بالفحم والغاز؛ لكن هذا التوجه للتوطن في المنطقة تسبب في مواجهات على الأرض.

وفي هذا السياق، قال زينز إن الأوراق البحثية المتاحة للاطلاع عليها، والتي تمّ إعدادها من قبل باحثين أمنيين في الصين، ألقت باللوم على كثافة مجتمعات الأقليات باعتبارها "السبب الكامن وراء الاضطرابات"، حيث اقترحت السيطرة على السكان وسيلةً للحد من المخاطر.

وأضاف: "تشير وثائق إلى مخاوف بشأن افتقار المنطقة القاحلة للموارد الطبيعية لدعم تدفق الهان إليها"، لكنه أشار إلى أن السلطات الصينية تعتبر تخفيض المواليد بمثابة أداة رئيسية لتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة.

والأسبوع الماضي، أعلنت الصين عن إصلاح كبير للسياسة السكانية، من خلال زيادة عدد الأطفال الذين يمكن أن ينجبهم الزوجان، إلى ثلاثة، حيث تواجه البلاد مشكلة شيخوخة السكان.

في غضون ذلك، يعتبر الباحثون أن بكين لا تساوي بين جميع الأطفال في شينغيانغ، وهي تواصل سياستها بتخفيض عدد مواليد أبناء الأقليات العرقية.

ووضعت سياسات مكثفة لتحديد النسل في المنطقة، أبرزها السجن بسبب إنجاب عدد كبير جدًا من الأطفال، عدا عن شيوع روايات عن التعقيم القسري.

وبالتركيز على أربع محافظات في جنوب شينغيانغ وباستخدام النماذج التي أوصى بها العديد من الباحثين الصينيين، حسب زينز، فإن بكين يمكن أن تهدف إلى زيادة عدد الهان في "معاقل الإيغور التقليدية" إلى ربع السكان.

في هذا الإطار، أشار زينز إلى وجود "نية لتقليل النمو السكاني للأقليات العرقية من أجل زيادة نسبة الهان على نحو متناسب في جنوب شينغيانغ".

وواجهت الصين ولا زالت، انتقادات دولية شديدة بشأن سياساتها في شينغيانغ، لا سيما من قبل الولايات المتحدة التي اتهمتها بارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الإيغور، فيما تنفي بكين هذه الاتهامات.

كما بدأت محكمة شعبية في بريطانيا منذ أيام، التحقيق في انتهاكات ارتكبتها الصين بحق الإيغور.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ ف ب
Close