سجّل أطول فترة اعتقال سياسي.. البرغوثي يدخل عامه الـ42 في سجون الاحتلال
يسجّل نائل البرغوثي أطول فترة اعتقال لأسير سياسي في العالم، وقد دخل بحسب "نادي الأسير الفلسطيني" أمس الجمعة عامه 42 في سجون الاحتلال، أي ما يوازي أكثر من ثلثي عمره.
وقد اعتُقل البرغوثي، الذي وُلد عام 1957 في بلدة كوبر في شمال رام الله، للمرة الأولى عام 1978 وهو محكوم بالسجن المؤبّد.
في العام الماضي بالتزامن مع ذكرى أسره، قال "أبو النور" كما يُسمّيه زملاؤه الأسرى: "لو أن هناك عالمًا حرًا لما بقيت أسيرًا 41 عامًا"، وهو ما يصحّ في مناسبة هذا العام وفي كل عام سيقضيه في ظلمات الأسر.
زيارة بحسب القرعة
بدأ نائل النضال ضد الاحتلال منذ نكسة يونيو/ حزيران عام 1967، ومعه والده وشقيقه عمر، الذي يروي أن الاحتلال أسر الثلاثة في سبعينيات القرن الماضي.
ويضيف أن والدته التي كانت تحصل على تصريح لزيارة زوجها ونجلَيها في يوم واحد، عمدت إلى استخدام القرعة لتعرف أيًا منهم تزور.
وخلال اعتقاله الذي تواصل 35 عامًا فقد نائل والدَيه، وتعرّض لشتى أنواع التعذيب وعانى من العزل الانفرادي والزنازين التي تفتقر إلى مقومات الحياة.
عام 2011 خرج إلى الحرية ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي أبرمتها حركة حماس مع إسرائيل، وتزوج من الأسيرة المحررة أمان نافع.
وفيما بدا وقتًا مستقطعًا خارج السجن لم يطل أكثر من 3 سنوات، زرع البرغوثي في حديقته أشجار ليمون وتفاح تثمر في غيابه، بعد أن أعاد الاحتلال أسره ضمن حملة اعتقالات واسعة على المحررين في تلك الصفقة.
"لن تزيدنا إلا إنسانية"
في البداية، أصدرت سلطات الاحتلال على نائل البرغوثي عقب سجنه حُكمًا مدّته 30 شهرًا، ثم أعادت حكمه السابق وهو المؤبد و18 عامًا.
ولم يسلب الاحتلال من الرجل حريته ويفرض العقوبات عليه داخل السجن فحسب، بل قتل أيضًا ابن أخيه صالح البرغوثي واعتقل شقيق الأخير ووالديهما.
كما تعرّضت غالبية أفراد عائلة البرغوثي للاعتقال عشرات المرات، وهدم الاحتلال منزلَين للعائلة ضمن سياسة العقاب الجماعي.
وعلى مدار سنوات اعتقاله، وجه البرغوثي رسائل مهمة ومؤثرة، كان أبرزها: "الطريق الوحيد لتحرير الأسرى يبدأ من الوحدة الوطنية كمنطلق أساسي لاستعادة الهوية الفلسطينية وإعادة الاعتبار للقضية وأهدافها التحررية".
وممّا قاله أيضًا: إن "محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية".