لا جديد يلوح في الأفق على خطّ حل أزمة سد النهضة، قبيل بدء المرحلة الثانية من الملء المرتقب في يوليو/تموز المقبل، فإثيوبيا مصرة على خطواتها، ومصر والسودان مستعدتان لأي احتمالات للحفاظ على حقوقها المائية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أنّ واشنطن لم تتقدم بأي مقترح حتى الآن بخصوص حل أزمة سد النهضة المتعثرة منذ أشهر.
وردًا على سؤال بشأن عدم تقدّم واشنطن بأي مقترح لحل أزمة السد الإثيوبي حتى، أجاب عبد العاطي في تصريحات متلفزة مساء الأحد: "لا، لم تتقدم بعد".
وفي 4 و7 مايو/أيار الجاري، بدأ المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، فيليكس تشيسيكيدي، رئيس الكونغو الديمقراطية، بجولتين منفصلتين إلى مصر والسودان وإثيوبيا لبحث أزمة السد.
وأشار عبد العاطي إلى أن فيلتمان لم يقدم مقترحًا حول الأزمة، مرجعًا ذلك إلى "وجود دوائر عديدة في أميركا تعمل أولًا على إعداد رؤية وهو ما يأخذ وقتًا".
ولفت إلى أن تشيسيكيدى أيضًا استمع لرؤى الدول الثلاث، و"لكن ليس هناك مقترح من الممكن للدول أن تتجاوب معه".
وأشار عبد العاطي إلى أن الموقف الحالي لا يزال يشهد "تجميدًا في المفاوضات"، معربًا عن أمله أن يكون "هناك حركة سريعة للوصول إلى حل".
إثيوبيا ستقود المنطقة لـ"مزيد من التوتر"
وفي سياق متصل، هاجم وزير الخارجية المصري سامح شكري الحكومة الإثيوبية على خلفية توجه الأخيرة نحو المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، دون التوصل إلى اتفاق مع الجانبين المصري والسوداني، معتبرًا أن تلك الخطوة من أديس أبابا ستقود إلى المزيد من التوتر في المنطقة.
كما لفت شكري إلى أن الملء الثاني لسد النهضة يعني أن إثيوبيا باتت دولة خارجة عن قواعد القانون الدولي واتفاق المبادئ، مشيرًا إلى أن بلاده سعت إلى أن يأتي التدخل من خلال الإطار الإفريقي والمراقبين، ولكن إثيوبيا لم تتجاوب.
وفي غضون ذلك، تواصل عناصر من القوات المسلحة المصرية المشاركة في التدريب المشترك حماية النيل مع القوات المسلحة السودانية.
وقال المتحدث العسكري المصري تامر الرفاعي: إن التدريب يهدف إلى تأكيد مستوى الاستعداد للقوات المشتركة وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة في كلا البلدين.
الموقف الإثيوبي غير "مفهوم"
من جانبه، يرى هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية في القاهرة، أن إثيوبيا مصرة على دفع المنطقة إلى عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن ظروفها المضطربة وتدهور علاقتها مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالإضافة إلى أزمتها الاقتصادية؛ يجعل موقفها غير مفهوم.
وفي حديث إلى "العربي"، يوضح رسلان أن "المناورات العسكرية هي رسالة للإثيوبيين بأن القول المصري والخط الأحمر الذي أشير إليه في تصريحات سامح شكري؛ قابل للتطبيق".
وحول تصريحات وزير الخارجية المصري، يرى رسلان فيها رسالة إلى العالم عمومًا وإلى الإثيوبيين خصوصًا، أن الشعب المصري بأكمله لا يقبل ما يحدث، بسبب تعنّت أديس أبابا وعزمها على الملء الثاني وسيطرتها على النهر وتحويله إلى ملكية خاصة.
وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل لاتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
ويتمسك السودان ومصر بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصّتهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان.