الأحد 3 نوفمبر / November 2024

سعر الحليب يرتفع على وقع الحرب في أوكرانيا.. ماذا عن فول الصويا؟

سعر الحليب يرتفع على وقع الحرب في أوكرانيا.. ماذا عن فول الصويا؟

شارك القصة

تقرير لـ "العربي" حول ارتفاع أسعار فول الصويا بسبب الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
على وقع الهجوم الروسي على أوكرانيا، ترتفع أسعار منتجات من بينها الحليب وفول الصويا، ما يذكر بانكشاف ملف الأمن الغذائي على التطورات الجيوسياسية.

أفضى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى صعود سعر اللتر الواحد من الحليب بواقع 21%. فبعد 24 فبراير/ شباط الماضي، لم يعد ثمن الكوب ـ سواء أكان من إنتاج "نستلة" السويسرية أم "المراعي" السعودية أو حتى "بلدنا" القطرية ـ مثلما كان قبله. 

وكذلك باتت قيمة الحليب ومشتقاته، الذي تنتجه البقرة الهولندية التي تبعد مئات الأميال عن الحدود الروسية ـ الأوكرانية، أكثر قيمة بعد بدء الهجوم؛ حيث تسبّبت الحرب في ارتفاع فاتورة الوقود الذي تتدفأ به، والعلف الذي تتغذى عليه، بعد صعود ثمن الذرة والشعير هذا العام بنسب تصل إلى 20%.

وجاء هذا الصعود نتيجة سببين: أولهما أن كييف منتج بارز لهما، وثانيهما تأثرهما بالأسمدة المرتفعة أثمانها هذا العام بواقع 30%.

أما في نيوزيلندا البعيدة جدًا عن أجواء القرارات المتخذة في الكرملين، فقد قالت شركة "فونتيرا"، وهي أكبر مصدر عالمي لمنتجات الألبان: إنها رفعت ثمن شراء الحليب من المزارعين بواقع 30%، متوقعة في الوقت ذاته استمرار هذا المسلسل، ما لم يقرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تغيير نهجه نحو جارة بلاده.

تأجيج أسعار

وفيما يخص فول الصويا، فقد أجّج الهجوم الروسي أسعار هذا المنتج الذي يُستخدم على نطاق واسع لأغراض غذائية وطبية، رغم ضآلة إنتاجه في حوض البحر الأسود مقارنة بالأرجنتين.

ففي حين كانت المدفعية الروسية تطلق حممها تجاه كييف وأدويسا ولفيف، كان المضاربون في بورصات السلع يركبون موجة الأجواء الساخنة، ويقودون فول الصويا نحو مستويات لم يشهدها منذ عشر سنوات.

وتُعتبر أسباب هذا السلوك غير مجهولة؛ وهي التخوف من سلاسة إمدادات هذه المنتجات المزروعة في مناطق الصراع، ومن مصير هذه المزروعات التي هجرها مزارعوها أصلًا.

وكان "بوشل" فول الصويا قد استهل تعاملاته هذا العام عند 14 دولارًا، قبل أن تشعل الحرب فتيل أثمانه مرتفعة بواقع 22% وصولًا إلى 17 دولارًا.

وتحتل روسيا وأوكرانيا الدرجتَين التاسعة والعاشرة على التوالي على سلم كبار مصدري الصويا، لكن هجوم الأولى على الثانية أشاع حالة من التخوف لدى رواد منتجي هذه السلعة الزراعية.

وعلى الأثر، قرّرت الأرجنتين ـ أكبر المنتجين العالميين ـ إبطاء وتيرة تصدير زيت ودقيق الصويا وما يرتبط بهما من منتجات، تمهيدًا لرفع الرسوم الجمركية عليها من 31 إلى 33%.

ولا يُعد فول الصويا بدرجة الأهمية ذاتها التي يتمتع بها القمح ودوار الشمس، لكن صعود سعره يذكر بانكشاف ملف الأمن الغذائي على التطورات الجيوسياسية التي عادة ما يتصدى الفقير لدفع أكبر أثمانها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close