لم تنجح مساعي الأسرة الدولية الدبلوماسية المكثفة في وقف التصعيد المتواصل في الشرق الأوسط ولا سيما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة الماضية.
وقد عكست الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك بمشاركة قادة دول العالم، الهوة العميقة ما بين الدعوات المتزايدة إلى الهدوء وتكثيف الغارات الإسرائيلية على لبنان، يقابلها قصف صاروخي من لبنان على إسرائيل.
وقبل اغتيال نصر الله، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الجمعة إسرائيل وحزب الله على "وقف إطلاق النار" بأسرع ما يمكن، في وقت يواصل فيه الحزب قصف شمال إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت "إسنادًا لغزة" التي تتعرض لعدوان إسرائيلي.
وقال بلينكن: "قد يبدو من الصعب تبيان طريق الدبلوماسية في الوقت الحاضر، لكنها موجودة وهي برأينا ضرورية. سنواصل العمل عليها بكثافة".
لكن في الواقع فإن واشنطن لم تتخذ أي تدابير عملية ملموسة منذ اندلاع العدوان على غزة، لإرغام إسرائيل على تبديل سياستها.
فشل أميركي
وضمن هذا السياق، ترى برونوين مادوكس مديرة مركز تشاتام هاوس البريطاني للدراسات، في تصريح لوكالة فرانس برس أن "الغرب يحاول إقناع إسرائيل باتخاذ بعض القرارات التي تخفض حدة التوتر، لكن هذا ليس ما شهدناه في الأيام الأخيرة".
وأضافت برونوين مادوكس أن الولايات المتحدة "بإمكانها ممارسة المزيد من الضغط.. بالامتناع عن تسليم المزيد من الأسلحة".
لكن إسرائيل أعلنت الخميس أنها حصلت على رزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 8,7 مليارات دولار.
وقالت الخبيرة: إن "الضغط شديد بالأساس على الصعيد الدبلوماسي، ولم نعد في الثمانينيات أو التسعينيات حين كان يكفي للإدارة الأميركية أن تجري اتصالًا هاتفيًا للحصول على أمر ما".
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قد قال في تصريحات نقلها التلفزيون اليوم الأحد: "لا خيار لدينا سوى الحل الدبلوماسي"، وذلك ردًا على سؤال بشأن الجهود الدبلوماسية لوقف تصعيد إسرائيل على بلده.
عجز أوروبي
أما الأوروبيون، فهم غير مجمعين على الموقف الواجب اعتماده، ما يضعف صوتهم. وأقر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة الفائتة بعجز التكتل قائلًا: "إننا نمارس كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحدًا يملك القدرة على وقف نتنياهو، لا في غزة ولا في الضفة الغربية".
وأقر دبلوماسي أوروبي بالعجز ذاته حيال الضربات على لبنان، قائلًا: "إننا نحاول، نستخدم وزننا" لكن "الأمر في غاية الصعوبة. لا يمكن القول إن إيران وحزب الله يسهل التعامل معهما".
كذلك، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة على أن "موجة الصدمة" التي أحدثتها الحرب في غزة تهدد الشرق الأوسط برمته بـ"السقوط في الهاوية"، مؤيدًا مقترح الهدنة الفرنسي الأميركي بين إسرائيل وحزب الله.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، وسط مخاوف من وصول المواجهات لحرب إقليمية.