منذ وقوع أحداث الشغب التي اندلعت في العاصمة الهولندية أمستردام، عقب مباراة النادي الإسرائيلي "مكابي تل أبيب" والنادي الهولندي أياكس أمستردام والجدل يتصاعد بفعل انحياز وسائل إعلام غربية في تغطية الحدث لصالح الجمهور الإسرائيلي، ومحاولة تصوير الهجمات التي تعرضوا لها على أنها "أحادية الجانب".
فقد انتقد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي قناة "سكاي نيوز" لحذفها تقريرًا على منصة "إكس" يظهر مشجعي كرة القدم الإسرائيليين وهم يرددون إهانات عنصرية معادية للعرب قبل تعرضهم للهجوم في أمستردام.
سكاي نيوز تحذف مقطعًا يدين الإسرائيليين
التقرير الذي كانت "سكاي نيوز" قد حذفته، أظهر مشجعين إسرائيليين يرفعون هتافات عن الحرب في فلسطين ويمزقون الأعلام الفلسطينية، ويرددون شعارات من قبيل لا "مدارس في غزة لأنه لم يتبق أطفال"، و"دع الجيش الإسرائيلي ينتصر لينتصروا لخداع العرب".
وفي السياق عينه، تعرضت وسائل الإعلام العالمية، للانتقادات بسبب فشل معظمها في تغطية سلوك المشجع الإسرائيلي في الفترة التي سبقت الاشتباكات التي وقعت في أمستردام.
من جهته، قال المعلق البريطاني أوين جونز: إن "وسائل الإعلام الغربية صورت المشجعين الإسرائيليين على أنهم ضحايا على الرغم من ظهور مقاطع فيديو لهم، وهم يتصرفون بشكل عدائي مع السكان في أمستردام.
وأضاف كذلك جونز قائلًا: "في العالم الذي نعيش فيه، إذا أدنت المتعصبين العنصريين الذين يستمتعون حرفيًا بالذبح الجماعي للأطفال، وصفك العالم بالمتعصب البغيض".
وكان رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف وصف الهجمات بـ"المعادية للسامية" دون التطرق للاستفزازات من قبل الإسرائيليين لمواطني بلاده، وبالرغم من نشر الشرطة الهولندية بيانًا توثق فيه تنبؤها باندلاع أعمال شغب على خلفية إزالة العلم الفلسطيني من واجهة عدد من المباني.
تفاعل واسع على منصات التواصل
إلى ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع مقطع الفيديو الذي تم حذفه، إذ قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز: في "الغرب لا يمكن لإسرائيل والإسرائيليين أن يكونوا على خطأ أبدًا، ففي فلسطين يرتكب المسؤولون والجنود والمستوطنون الإسرائيليون جرائم ضد الفلسطينيين ويلومونهم ويشوهون سمعتهم، وفي أماكن أخرى قد يستفزون ويحرضون ويخربون، ومع ذلك يحصلون على تصريح مجاني لكل عمل عنف يرتكبونه أو يخفونه.
بدوره، قال الصحافي محمد كانبيكلي: "فضيحة إعلامية كبيرة لقناة سكاي نيوز قامت بنشر فيديو يصف بدقة ما حدث في أمستردام، ويصف العنف الذي قام به مشجعو فريق ماكابي وعنصريتهم البشعة. لكن ما حدث هو أن القناة قامت بعد فترة قصيرة من نشر الفيديو بحذفه. ويبدو أن الحقائق التي أظهرها هذا الفيديو غير ملائمة للرواية التي يتم الترويج لها في الغرب، على حد قوله.
أما سميرة محيي الدين وهي صحفية، فقالت بدورها: "لقد طالب زعماء العالم جميعهم باتباع الكذبة الفاضحة حول المذبحة التي روج لها نظام يرتكب إبادة جماعية. هذا مثال جيد على سبب انخفاض ثقة الجمهور في الحكومة ووسائل الإعلام التقليدية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وكتب الصحفي روشان صالح: "ربما أمر الصهاينة قناة سكاي نيوز بحذف الفيديو، ولذا فقد أطاعوا الأمر. على أية حال ها هو الفيديو فلنتأكد من أنه يحظى بعدد مشاهدات أكبر للنسخة الأصلية.
وليس ببعيد عن الحدث الكروي في هولندا، تستعد باريس لاستقبال المباراة القادمة ضمن الدوري الأوروبي بين فرنسا وإسرائيل مساء الخميس المقبل، حيث يتوقع أن تشهد المباراة حضورًا كبيرًا من الجالية المغربية والجزائرية التي قد تعبر عن مساندتها لفلسطين.
من جهته، قالت القناة الإسرائيلية "آي 24" الناطقة باللغة الفرنسية: إنه "سيتم التعاون مع الجهات الفرنسية لتأمين الحماية للجمهور الإسرائيلي بقوات أمن إسرائيلية وسيتم تجنيدهم بموافقة من السلطات الفرنسية والسماح لهم بالعمل فوق الأراضي الفرنسية.