السبت 12 أكتوبر / October 2024

سلاح ذو حدّين.. تعرّفوا إلى فوائد الاستحمام بالماء البارد

سلاح ذو حدّين.. تعرّفوا إلى فوائد الاستحمام بالماء البارد
الأربعاء 7 أغسطس 2024

شارك القصة

التعرّض للماء البارد قد يُحسّن بشكل جذري الصحة النفسية، حتى عندما تفشل الأدوية في ذلك
التعرّض للماء البارد قد يُحسّن بشكل جذري الصحة النفسية، حتى عندما تفشل الأدوية في ذلك - إكس

بغضّ النظر عن درجات الحرارة العالية أو المنخفضة، أو في أي فصل كنّا، يُفضّل معظم الناس الاستحمام بالماء الساخن أو الفاتر.

إلا أنّ العديد من خبراء الصحة ينصحون بالاستحمام بالماء البارد، نظرًا لفوائده المحتملة على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية.

فوائد الاستحمام بالماء البارد

وتحدّث الخبراء لصحيفة "تلغراف" البريطانية، عن أبرز فوائد الاستحمام بالماء البارد، والمحاذير الطبية قبل الإقدام على هذه الممارسة.

1- تعزيز المناعة

كشفت دراسة هولندية أُجريت على 3 آلاف متطوّع عمدوا إلى تحويل المياه إلى أبرد درجة ممكنة لمدة 30 أو 60 أو 90 ثانية في نهاية استحمامهم.

وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين استخدموا الماء البارد خلال الاستحمام، أخذوا أيام إجازات مرضية أقل بنسبة 29% من أولئك الذين يستحمون بالماء الدافئ، وبغضّ النظر عن مدة التعرّض للماء البارد.

وفي هذ الإطار أوضح عالم وظائف الأعضاء في جامعة بورتسموث البريطانية البروفيسور مايك تيبتون، الذي أمضى 4 عقود في دراسة تأثير الحرارة على صحة البشر، أن "التغيّر المُفاجئ في درجة حرارة الجلد هو الذي يحدث الكثير من التغييرات المفيدة"، مضيفًا أنّ الهبوط المفاجئ في حرارة الجلد يُنتج استجابة الصدمة الباردة (اللهاث وفرط التنفس وزيادة عبء العمل على القلب). ولأنّها جزء من استجابة القتال أو الهروب، يقوم جسمك بتنشيط هرمونات التوتر، ويرتفع السيروتونين ويزيد بيتا إندورفين، ما يُساهم في تعزيز جهاز المناعة لدرء المرض".

لكنّه في الوقت نفسه، يقول إنّ الاستحمام بالماء البارد هو سلاح ذو حدين، مضيفًا: "دقيقة في الماء البارد قد تشحن جهاز المناعة لديك، لكن 5 دقائق قد تضعفه فعليًا. وبالتالي، فإن الجرعة المناسبة من الماء البرد هي العامل الحاسم".

2- تعزيز الصحة النفسية

تُشير الأبحاث إلى أنّ التعرّض للماء البارد قد يُحسّن بشكل جذري الصحة النفسية، حتى عندما تفشل الأدوية في ذلك.

فقد أظهرت دراسة أجراها تيبتون أنّ السباحة في الماء البارد أسبوعيًا تُساعد في تخفيف اكتئاب لدى امرأة تبلغ من العمر 24 عامًا، بعد أن كانت قد قضت 7 سنوات في مكافحة هذه الحالة، وفشل خلالها الدواء في تقليل أعراضها.

وأكدت المرأة أنّها أسعد من أي وقت سابق. وبعد مرور عام، تخلّت عن أدويتها.

وأوضحت الدراسة أنّه "عندما يتعرّض الإنسان للماء البارد، فان كل ما يمكنه التفكير فيه هو درجة الحرارة، وهذا يصرف ذهنه عن أي شيء آخر".

3- تحسين صحة الجلد والشعر

أوضحت الدكتورة أنستازيا ثريانو، استشارية الأمراض الجلدية، للصحيفة أنّ الماء الفاتر هو الحل المثالي لغسل الوجه، لأنّه يُزيل الأوساخ والزيوت والشوائب بشكل فعال دون التسبّب في جفاف أو تهيج مفرط.

لكنّها في الوقت نفسه، شرحت أنّ الماء البارد يُضيّق الأوعية الدموية في الجلد، ما يُمكن أن يُقلّل الاحمرار والالتهاب، وبالتالي يُمكن أن يُحسّن مظهر الجلد.

وعندما يتعلّق الأمر بالشعر، يُمكن أن يُساعد الاستحمام بالمياه الباردة على الاحتفاظ بالرطوبة، حيث "يغلق الماء البارد مسام الشعر، وبالتالي حبس الماء داخل الشعر، وهذا مفيد للأشخاص ذوي الشعر الرقيق الذي يميل إلى التكسّر بسهولة".

لكنّها في الوقت نفسه، أشارت إلى أنّه لا يُمكن للمياه الباردة إزالة الزيوت الزائدة من فروة الرأس بشكل كامل، لذلك تنصح بغسل الشعر بالماء الدافئ ثم ترطيبه وشطفه بالماء البارد.

4- يُساعد على فقدان الوزن

أشارت مراجعة لأكثر من 100 دراسة إلى أنّ غمر الجسم بالماء البارد، مثل السباحة أو الاستحمام، يمكن أن يُنشّط ويوسّع الأنسجة الدهنية البنية، وهي دهون "جيدة" تحرق السعرات الحرارية؛ كما يُقلّل من الدهون البيضاء "السيئة"، وبالتالي يُساعد في زيادة خسارة الوزن.

5- يخفّف آلام العضلات ويسرّع عملية التعافي

يلجأ الرياضيون في كثير من الأحيان إلى حمّامات الثلج للمساعدة في تعافيهم، حيث أنّ البرد يقلّل من تدفّق الدم وتورّم والتهاب العضلات. كما أنّ الماء البارد مسكن للألم وقد يكون كافيًا لتقليل التورم.

6- يقلّل الصداع النصفي

توجد مستقبلات البرد على عمق 0.18 ميلليمتر تحت سطح الجلد.

وعندما تنخفض درجة حرارة الجلد بسرعة، تُطلق هذه المستقبلات كمية هائلة من المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي، ويُؤدي الشهيق اللاحق إلى تغيير تدفق الدم في الدماغ، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الألم.

7- يُحسّن المزاج ويُعزّز الرفاهية العاطفية

يُطلق الماء البارد هرمونات التوتر، كما أنّه ينشّط الناس ويُوقظهم.

يلجأ الرياضيون في كثير من الأحيان إلى حمّامات الثلج للمساعدة في تعافيهم
يلجأ الرياضيون في كثير من الأحيان إلى حمّامات الثلج للمساعدة في تعافيهم- غيتي

ويُعزّز الماء البارد مستويات الإندورفين، المعروف بهرمونات السعادة، ما يؤدي إلى تحسين المزاج والنشاط العقلي.

محاذير يجب أخذها بالاعتبار

يؤدي البرد إلى صدمة الماء البارد، وهي عبارة عن لهاث يتبعه تنفس سريع وارتفاع في ضغط الدم. وفي حين أن هذا قد يكون مفيدًا للبعض خلال فترة قصيرة، إلا أنّه يُصبح ضارًا للجميع مع مرور الوقت. لذلك ينصح الأطباء الأشخاص بالبقاء بالمياه الباردة لمدة لا تزيد عن دقيقة واحدة.

وقال البروفيسور تيبتون: إنّ الاستحمام بالماء البارد خطير بشكل خاص على الأشخاص الذين يُعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو تمدّد الأوعية الدموية أو مشاكل في القلب، وبالتالي لا ينبغي عليهم تجربة هذه الممارسة.

ويُحذّر من أنّ المضاعفات الأخرى للماء البارد التي يُمكن أن تُؤثر على أي شخص، تشمل انخفاض حرارة الجسم والإصابة بتلف الأعصاب الصغيرة والأوعية الدموية في اليدين والقدمين، والتي يُمكن أن تستمر مدى الحياة.

المصادر:
ترجمات
Close