Skip to main content

"سمعنا أصواتهم ثم حلّ الصمت".. شهادات مأساوية للناجين من زلزال تركيا

الخميس 9 فبراير 2023

يُسابق عمّال الإغاثة في كل من سوريا وتركيا الزمن في محاولة لإنقاذ العالقين تحت أنقاض المباني جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين في السادس من فبراير/ شباط الحالي.

وأفاد مراسل "العربي" في أرابان في أحد ضواحي غازي عنتاب بأن الأمل بدأ يتلاشى بالعثور على ناجين، بعد أن بدأت عمليات إزالة الركام.

بدورها، نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية شهادات عمال وسكان مدينتي قهرمان مرعش وبازارجيك في جنوب تركيا، حيث شكوا من تأخّر وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة، ما أدى إلى تضاؤل الأمل في العثور على أحياء.

رائحة الجثث تحت الركام

وأشار عمال إغاثة في قهرمان مرعش، مركز الزلزال التي سُويت العديد من مبانيها بالأرض، إلى أنهم يشمون رائحة الجثث أثناء الحفر وسط الحطام.

وأمل ظافر يلديز، أحد المتطوعين، وهو يشير إلى كومة من الخرسانة والمعدن الملتوي والأثاث، بالعثور على شخصين أحياء، "لأن معظم الأشخاص الذين وجدناهم تحت الأنقاض ماتوا".

من جهته، قال محمد بوسكرت، الذي استطاع النجاة من الزلزال، وهو يحفر بيديه في محاولة للعثور على شقيقه وشقيقة زوجته على قيد الحياة: "بعدما أخرجت نفسي من تحت الأنقاض، جئت إلى هنا لمحاولة العثور عليهم. لكن يبدو أنه فات الأوان، حيث وصلت فرق الطوارئ بعد فوات الأوان، ولم يُحضروا الحفّارات حتى الأربعاء. آمل أن يتمكنوا من فعل شيء".

ويُواصل عمال الطوارئ في قهرمان مرعش البحث في الأنقاض، وغالبًا لم يعثروا إلا على أشلاء من الجثث.

وقالت متطوّعة تُدعى داريا للصحيفة: "حاولنا التعرّف على الأشخاص، لكن العديد من الجثث تشوّهت لدرجة أننا واجهنا صعوبة في التعرّف عليها".

"لا أمل بالعثور على ناجين"

وفي بلدة بازارجيك، التي تقع فوق مركز الزلزال المميت، تشبّث حسن شيتاك بالأمل في العثور على والديه وشقيقه على قيد الحياة تحت مبنى سكني مدمّر. 

وقال باكيًا: "أنا هنا منذ وقوع الزلزال في انتظار مساعدة عمال الطوارئ. لدينا أمل، نحن ننتظر".

وأعرب سكان المدينة عن شعورهم بالمرارة من المدّة التي استغرقها عمال الإنقاذ للوصول. ووصل معظم المتطوّعين صباح الأربعاء، بعد أن كافح المتطوّعون ورجال الإطفاء للتعامل مع الاستجابة الأولية.

وقال أوفوك أكغون، أحد عمال الإنقاذ: "لقد وصلت مبكرًا هذا الصباح، لقد قمت باخراج الناس من تحت الأنقاض. بعض الجثث تجمّدت من البرد. لا أعتقد أن هناك أمل في العثور على ناجين".

وعلى طريق جانبي في المدينة، استخدمت مجموعة صغيرة من رجال الإنقاذ معاول للبحث في حطام منزل، حيث جلس الأقارب يواسون بعضهم. وهناك، جلس طفل انتُشل من تحت الأنقاض، ينتظر باكيًا انتشال والدته من تحت الأنقاض بعدما انتشل عمال الإنقاذ جثة والده الأربعاء.

وأفاد شهود عيان بأنه حتى مساء يوم الإثنين، كانوا يسمعون أصواتًا وصرخات من تحت الأنقاض تطلب المساعدة، ثم حلّ الصمت صباح الثلاثاء.

وقال رجل يدعى علي: "وصل أول المستجيبين من إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) بعد 24 ساعة من وقوع الزلزال إلى المدينة. قبل أن يصلوا إلى هنا، كان العمال ورجال الإطفاء فقط يحاولون إخراج الناس من تحت الأنقاض، لكن هذا الأمر يحتاج إلى محترفين".

وأضاف: "بعد الزلزال الأول هرعت إلى منزل صديقي وسمعت صوته من تحت الأنقاض. لكن في اليوم التالي، لم أستطع سماعه".

من جهته، قال محمد قهرمان: "لقد انهار منزلي، ونحن نعيش في خيام الآن"، مضيفًا أن عمال الإنقاذ وصلوا إلى المدينة لكن "هذا لا يكفي، إذ ليس لدينا كهرباء ولا ماء ولا غاز، والهواتف معطّلة".

وانفجر باكيًا: "لقد فقدنا الكثير من الناس، وما زلنا لا نستطيع الوصول إليهم. لدي ثلاثة أفراد من عائلتي تحت الأنقاض في قريتنا".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة