في حديث خاص مع "العربي"، كشفت والدة الشهيد صالح العاروري أنها لم تره منذ أكثر من 20 عامًا متحدثةً عن السنوات التي قضاها ابنها بسجون الاحتلال قبل أن يستشهد أمس في العاصمة اللبنانية.
فقد اغتال الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء، القيادي في "حماس" صالح العاروري، بضربة صاروخية بواسطة مسيّرة استهدفت مكتبًا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويبلغ العاروري من العمر 57 عامًا، ويشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ويعدّ أول قيادي بارز في الحركة يتم اغتياله في الخارج منذ بداية العدوان على القطاع.
حرمت من ابنها منذ سنوات
وتكشف والدة العاروري لمراسلنا أن ابنها الشهيد مكث معها لمدة 3 أشهر فقط عقب خروجه من السجن، قبل أن يضيّق عليه الاحتلال ويجبره على الابتعاد عن أرضه مغادرًا إلى سوريا.
ومن تركيا انتقل العاروري إلى قطر وقضى أيامه في السفر من دولة إلى أخرى في إطار عمله القيادي بحركة "حماس" بحسب والدته، التي تؤكد أن الشيخ صالح "تعب كثيرًا في حياته، وكان دائمًا مشتتًا".
وتضيف والدة الشهيد: "حتى عياله دشرهم.. رحمة الله عليه".
وعن الاتصال الأخير بينها وبين صالح تروي السيدة الفلسطينية أنه كان حريصًا على معرفة ما إذا كان ينقصها شيء، وألح عليها لمعرفة إذا كانت ترغب بأي أمر.
فردّت الوالدة على ابنها حينها أنها لا ينقصها شيء سوى مشاهدته وأطفاله عندها بحسب ما تروي لـ"العربي"، مضيفةً أن جوابه كان: "انشالله يا أمي.. ربنا كريم".
سنوات سجن صالح العاروري
أما عن السنوات التي أمضاها صالح في سجون الاحتلال، فتقول والدته إنه قضى 15 عامًا في السجن قبل أن يطلق سراحه ليعود الاحتلال ويسجنه 3 سنوات أخرى.
وتردف والدة الشهيد: "18 عامًا، لم أترك سجنًا إلا وقصدته".
يذكر أن العاروري يعتبر من مؤسسي كتائب "القسام"، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية، وتتهمه إسرائيل بالإشراف عليها وتوجيهها لسنوات.
وفي أغسطس/ آب المنصرم قال صالح العاروري: "أنتظر الشهادة وأشعر أنني طولت"، في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية بالقضاء على قادة "حماس" سواء في قطاع غزة أو في الخارج.