الثلاثاء 3 Sep / September 2024

اغتيال صالح العاروري في بيروت.. إسرائيل تتأهب وحزب الله يتوعد بالرد

اغتيال صالح العاروري في بيروت.. إسرائيل تتأهب وحزب الله يتوعد بالرد

شارك القصة

اغتيال صالح العاروري
تم اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري بطائرة مسيّرة في ضاحية بيروت الجنوبية - رويترز
شكل اغتيال القيادي صالح العاروري مفصًلا هامًا في أحداث اليوم الـ88 من الحرب مع ترقب إسرائيلي لطريقة رد حزب الله على العملية.

شهد اليوم الـ88 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تصعيدًا جديدًا، حيث اغتال الاحتلال القيادي في حركة حماس صالح العاروري بطائرة مسيّرة في ضاحية بيروت الجنوبية.

وأفاد مراسل "العربي" بأن تل أبيب تترقب رد حزب الله بعد ضرب معقله في العاصمة اللبنانية، حيث قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: "إننا على استعداد تام لأي سيناريو" حسب زعمه.

اغتيال العاروري

واستشهد القيادي في حركة حماس صالح العاروري الثلاثاء في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبًا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكّد تلفزيون "الأقصى" التابع لحماس من قطاع غزة "استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري في غارة صهيونية غادرة في بيروت". وأشار إلى استشهاد "اثنين من قادة القسام في بيروت" معه.

كما أعلن التلفزيون أن "القائدين في كتائب القسام سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار استشهدا في الغارة الإسرائيلية".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان: "عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة. وهي تثبت مجدّدًا فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة".

والعاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، وأمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، إلى أن أفرج عنه عام 2010، وأبعدته إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية.

تنديد باغتيال العاروري

إلى ذلك، توالت التنديدات باغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للقيادي في حركة حماس صالح العاروري بقصف من مسيرة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وحذر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، الثلاثاء، من تداعيات اغتيال العاروري، معتبرًا العملية "جريمة تحمل هوية مرتكبيها". وقال اشتية في بيان: "اغتيال العاروري هو جريمة تحمل هوية مرتكبيها".

وأضاف: "أتقدم للشعب الفلسطيني، ولحركة حماس، ولعائلة الشهيد (العاروري)، بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته".

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن اغتيال إسرائيل للعاروري "جريمة متوقعة لن توقف المقاومة". وأضاف مدير عام المكتب، إسماعيل الثوابتة في بيان مقتضب: "اغتيال العاروري جريمة إسرائيلية متوقعة".

وتابع: "العاروري يعتبر قامة وطنية كبيرة وشامخة، وله رصيد رصين في خدمة القضية الفلسطينية، وكنّا نتوقع أن ينال الشهادة لأنها تليقُ به وبتضحياته".

ترقب إسرائيلي لرد حزب الله

في السياق عينه، قال مسؤول إسرائيلي إن حكومته "تستعد لرد انتقامي كبير" من حزب الله على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت.

ونقل موقع "واللا" الإخباري العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل تستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في إسرائيل".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تستعد إسرائيل للرد في أعقاب عملية الاغتيال الدراماتيكية الليلة، على جميع الجبهات". وأضافت: "في إسرائيل يقولون دون أن يتحملوا مسؤولية الاغتيال: من قتل المسؤول الكبير في حماس أخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك رد فعل وكان مستعدًا لكل الاحتمالات".

وكان حزب الله قد قال في بيان له إن اغتيال مسؤولين كبار في حركة حماس في بيروت يعتبر "اعتداء خطيرًا على لبنان، وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب ‏بين العدو ومحور المقاومة".

وتوعد حزب الله بالرد على هذا العمل الإسرائيلي مؤكدًا أن "جريمة" مقتل صالح العاروري وعناصر كتائب عز الدين القسام الآخرين "لن تمر أبدا من ‏دون رد وعقاب"، مضيفًا أن المقاومة "يدها على الزناد".

حوار فلسطيني

سياسيًا، تتزايد وتيرة الاتصالات الإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وكشف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، عن انفتاح حركته على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لإدارة قطاع غزة والضفة الغربية.

جاء ذلك في كلمة مسجلة لهنية، هي الأولى له بعد زيارته للعاصمة المصرية القاهرة في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي بحث فيها "تطورات الحرب في غزة ووقف العدوان".

وقال هنية: "الحركة "تلقت العديد من المبادرات تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي من جهات وشخصيات فلسطينية وعربية؛ حريصة على القضية".

وأضاف: "أكدنا أننا منفتحون على كافة المكونات الوطنية لإعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، عبر الخيار الديمقراطي إلى جانب الاتفاق على حكومة وطنية للضفة والقطاع". وجدد تأكيد حركته على أهمية "العمل على أساس برنامج المقاومة والثوابت، وفي مقدمتها الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير".

قصف إسرائلي مستمر على غزة

ميدانيًا، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سقوط شهداء وجرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف الطابق الثامن من مقرها في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت الجمعية، في بيان: "الاحتلال يستهدف الطابق الثامن في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس، وعدد (دون ذكر رقم) من الشهداء والجرحى في صفوف النازحين".

في المقابل، أظهرت معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إصابة 31 جنديًا وضابطًا خلال الساعات الـ 24 الماضية، بينهم 18 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

وطبقًا لمعطيات الجيش المنشورة على حسابه الإلكتروني، ارتفع إجمالي عدد الضباط والجنود الجرحى منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 2265.

ووفق المعطيات، فقد بلغ عدد الضباط والجنود الجرحى منتصف أمس الإثنين 2234، ما يعني أن 31 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا أصيبوا منذ أمس.

كما أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 في منطقة معن جنوب شرقي مدينة خانيونس.

وأضافت القسام: "استهدفنا ناقلة جند للاحتلال بعبوة العمل الفدائي في منطقة معن جنوب شرقي مدينة خانيونس".

أزمة إنسانية في غزة

إنسانيًا، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن عدد النازحين الذين التجأوا إلى مراكز الإيواء التابعة لها في مناطق وسط وجنوبي قطاع غزة هربًا من الغارات الإسرائيلية في مناطق سكنهم، يعد "أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية".

وأضافت في بيان، أن "متوسط عدد النازحين في ملاجئ أونروا التي تقع في مناطق الوسط والجنوب أكثر من 12 ألف نازح، وهو أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية".

وأوضحت أن إجمالي "أعداد النازحين الذين يلتجؤون في 155 منشأة تابعة لها، بلغ نحو 1.4 مليون نازح". وبيّنت أن "حوالي 400 ألف شخص آخرين يعيشون بالقرب من هذه الملاجئ"، لافتة إلى أنهم "يحصلون على الخدمات التي تقدمها أونروا".

وأشارت الوكالة الأممية إلى تعرض نحو "60 منشأة تتبع لها لإصابات مباشرة منذ 7 أكتوبر الماضي، و68 منشأة أخرى لأضرار جانبية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات
Close