الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"سوبر إتش".. طبيب مصري يخفف توتّر الأطفال قبل الجراحة بطريقة مبتكرة

"سوبر إتش".. طبيب مصري يخفف توتّر الأطفال قبل الجراحة بطريقة مبتكرة

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على أهمية تأهيل الأطفال نفسيًا قبل خضوعهم لعمليات جراحية
يقوم جراح مصري بالتنكر بزي بطل خارق لتخفيف توتر مرضاه الصغار، ويلقي الضوء على أهمية التأهيل النفسي للأطفال قبل الخضوع لعملية جراحية.

ابتكر الدكتور المصري هشام عبد القادر فكرة مميزة لمساعدة الأطفال على التأقلم مع فكرة الخضوع للجراحة، التي تسبب قلقلًا وتوترًا لهم ولأولياء أمورهم.

فباستخدام مقاطع مصورة بطريقة الأفلام الكرتونية وتنكره بزي بطل خارق يقول الجراح وطبيب الأطفال الشاب إنه يحاول كسر الجليد، ويرفع الروح المعنوية للطفل المقدم على الجراحة.

"سوبر إتش"

ويشرح عبد القادر أن المجتمعات الشرقية عمومًا ومصر خصوصًا تخوف الأطفال من فكرة الذهاب إلى الطبيب والخضوع لعملية جراحية، لذلك قرر ابتكار شخصية "سوبر إتش" بعد ملاحظته انبهار الأطفال الصغار بشخصيات الأبطال الخارقين التي يعرضها في عيادته.

فـ"سوبر إتش" هو بطل خارق يهبط في القاهرة من كوكبٍ آخر على متن مكوك فضاء، وهو ملتزم بمساعدة الأطفال على كوكب الأرض، ويردف عبد القادر أن رسالة البطل الخارق تتخطى حدود الطب وتشمل مساعدة الأطفال أيضًا في مجال التعلم عبر عرض محتوى تعليمي.

وعليه، بدأ الدكتور هشام بإنتاج حلقات للبطل الخارق عبر منصات التواصل الاجتماعي تخاطب الآباء لمساعدتهم في فهم بعض المعلومات الطبية، وكيفية التعامل مع أطفالهم.

تأهيل الطفل وعملية الشفاء

بدورها، تلفت استشارية الطب النفسي سنابل الأخرس إلى أن الأطفال لا يحبذون التفاجئ بالأشياء، فكلما كانوا مجهزين أكثر كلما كانت طريقة التعامل معهم أسهل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالجراحات الطبية لعمر صغير.

 وتقول في حديث مع "العربي": إن الدراسات أثبتت أن هناك رابطًا بين تأهيل الطفل قبل الجراحة ومستوى التوتر بعد الجراحة، وسرعة الشفاء والخروج من المستشفى.

وعن شخصية الطبيب المصري الخارق، تؤكد الأخرس أن هذه المبادرة جميلة جدًا، إلا أن ضيق الوقت والتوتر الكبير الذي عادة ما يكون لدى الجراحين قبيل العمليات قد لا يساعدهم في ابتكار مثل هذه الأساليب.

دور الأهل والطبيب

أما من ناحية تأهيل الأطفال المرضى، فترى استشارية الطب النفسي أن هذا الأمر ضروري بأي طريقة كانت، ويجب أن تتم من خلال الأهل أيضًا وليس فقط الطبيب، في حين يختلف الأسلوب باختلاف عمر الطفل.

فتوضح الأخرس أنه من عمر سنة إلى 5 سنوات يكون خوف الطفل متمحورًا حول الانفصال عن الأم والأب في مكان العملية، والنوم خارج البيت، كما قد يظن بعض الصغار أنهم يعاقبون على أمر سيئ اقترفوه.

وتردف: "قد نعتقد أن الطفل يفهم كل ما يدور حوله، لكن للطفل عالمه الخاص وأنماطه المعرفية الخاصة التي يحلل بها المنطق بطرق مختلفة، فإذا لم يشرح الأهل لأولادهم ماذا يحصل ويطمئنوهم.. فهناك أمور لن تخطر ببال الطفل وسيفسرها بطريقته الخاصة".

كذلك، تتطرق الأخرس إلى أهمية تعرف الطفل على الجراح قبل إجراء العملية لأن هذا الأمر سيلعب دورًا مهمًا في تحضيره نفسيًا ومعنويًا للجراحة، منبهةً في هذا السياق إلى أن الأطفال ما دون الخمس سنوات يجب تحضيرهم لفكرة العملية الجراحية قبل يوم أو ثلاثة أيام كحد أقصى، لأنهم سينسون المعلومات في أغلب الأحيان خلال وقت قصير.

فمن بعد سن الخامسة لحدود سن المراهقة، يمكن أن يأهل أولياء الأمور أطفالهم المقبلين على الجراحة خلال فترة 5 أو 7 أيام، بحسب استشارية الطب النفسي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي