تتألم قلوب أطفال اليمن ولا تجد المغيث، فقد حرمت الحرب في البلاد آلاف الأطفال من إجراء عمليات جراحية عاجلة. ومن بين هؤلاء الصغار، الطفل جابر ذو الـ3 سنوات ونصف، الذي يرقد في إحدى المستشفيات في صنعاء بسبب معاناته من مرض في القلب فيما لا يجد والده المال الكافي لتأمين العلاج المناسب له.
ويقول أحمد مصلح الداللي والد الطفل جابر إنه بعد أقل من عام عاد بابنه إلى المستشفى لإجراء فحص طبي، لكنهم أخبروه أن الجهاز الخاص بقلب ابنه، قد توقف عن العمل.
ويضيف: "كان عليّ البحث عن المال، إذ إن قيمة الجهاز هي 1400 دولار.. وعندما عدت قال لي رئيس القسم إن الجراحة تكلّف 500 ألف ريال لكن أنا ليس لدي نقود، بالكاد حصلت على المال لشراء الجهاز".
وجابر هو طفل من بين 3000 يمني، بحاجة إلى عمليات قلب معقدة لا يمكن إجراؤها في الإمكانيات الحالية، وهو واحد من بين ملايين اليمنيين الذين يكافحون بشكل يومي لتلقي العلاج الطبي.
نظام صحي "منهار"
فقد دمّرت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، النظام الصحي في اليمن وحالت دون وصول البعثات الطبية، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تخنق المواطنين وتحرمهم من أبسط حقوقهم.
بدوره، يشرح محمد الكبيسي رئيس مركز القلب في أحد مستشفيات صنعاء، أنه بالنسبة للحالات الطبية المعقدة "هناك صعوبة في استقبال الفرق الطبية الأجنبية أو إرسال المرضى للخارج بسبب الظروف الخطيرة".
في هذا السياق، يشكو حسن محسن الريسي وهو والد أحد الأطفال المريضين، من أن الأطباء الذين أجروا فحص صدى القلب لابنه ولاحظوا وجود فتحة في القلب قالوا لنا إنه بحاجة لعملية جراحية في الخارج".
لكنه يتساءل: "كيف نسافر؟ التكلفة المالية مرتفعة للغاية".
أين المساعدات الأممية؟
أما الأمم المتحدة، فنظمت حملة لجمع المساعدات الطبية لليمن، لكنها لم تحصل سوى على 1.3 مليار دولار بينما كانت تأمل في جمع ما لا يقل عن 4.2 مليار دولار.
ويؤكد الكبيسي أنه "لا توجد منظمة تدعم المرضى في مركز القلب بمستشفى الثورة العام.. بحيث لم نتلق أي مساعدة من منظمة أو مؤسسة خيرية للأسف وهناك تواني وتساهل في معالجة المرضى".
ويؤكد أنهم حاولوا التواصل مع العديد من المنظمات لكنهم "يأتون فقط للتباهي والمظاهر"، مضيفًا: "نتفق معهم في عديد من الأمور لكنهم لا يعودون إلينا مجدًدا"، على حدّ تعبيره.