حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن تقارير تفيد بوفاة أشخاص في السودان بسبب الجوع، بعدما كان أعلن قبل نحو شهرين أن ثلثي السكان بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، وأن البلاد على شفير المجاعة في ظل الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.
ودعت المنظمة الأممية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى فتح ممرات لتوصيل المساعدات الغذائية للمدنيين في مختلف أنحاء البلاد.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربًا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
"حياة الناس على المحك"
وتؤكد المنظمات الأممية والمجتمع المدني والجمعيات الطوعية أن "حياة الناس على المحك" في حديثها عن الوضع في السودان.
فالجوع والمرض تتقدمهما القذائف لحصد أرواح المدنيين في السودان، حيث تحولت أنماط العيش وسبل كسبه، ووصلت إلى صرف الوجبات في التكايا.
وتعد تكية شيخ الأمين في أم درمان القديمة من أسباب صمود من تبقى من سكان بعض الأحياء، مثلها في بحري والخرطوم وفي أطراف كل المناطق السكنية في العاصمة.
ولا يعد نداء منظمة الأغذية العالمية لفتح الممرات لتوصيل الطعام هو الأول، بل سبقه نداء منبر جدة في جولته الأولى في مايو/ أيار، لكن دون مجيب.
وفي الخرطوم، مات العشرات من الجوع خلال هذه الحرب، فيما سُجلت حالات شبيهة في معسكرات النزوح واللجوء.
فأرض الزراعة لا تستطيع بسبب الحرب إنتاج ما يلزم لحياة سكانها، وإن أنتجت، فكيف السبيل لتوصيله لمناطقهم والقتال لا يتوقف.
إلى ذلك، تمتد صفوف الجوع دون أن تحجبها أصوات المدافع، فيما المصاعب تكتنف كل المعالجات.
في هذا السياق، يعقّد شح الوقود وقلة الأسمدة وغياب الأمن وتشتّت العمال الزراعيين وضعف التمويل وضع المنتجين والمصنّعين ووسائل النقل.
وإثر ذلك، بات إطعام العالقين في مناطق الحرب أو حتى النازحين يعتمد بشكل أساسي على تبرعات الخيرين ومساهمات المتطوعين بالعمل في الطبخ.