الخميس 21 نوفمبر / November 2024

سوريا على طاولة الأمم.. 24 مليون شخص يحتاجون لمساعدات أساسية

سوريا على طاولة الأمم.. 24 مليون شخص يحتاجون لمساعدات أساسية

شارك القصة

يحتاج حوالي 24 مليونًا إلى مساعدات أساسية، وهو أعلى رقم حتى الآن منذ حملة القمع التي شنها النظام السوري على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.

تنظم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، مؤتمرًا للمانحين في بروكسيل داعية المجتمع الدولي لتوفير دعم ماليّ لبلادٍ باتت أحجارها أكثر بكثير من ناسها، بعدما دفعت الحرب 13 مليون شخص للنزوح، وقُتِل فيها مئات الآلاف.

وتعتزم الأمم المتحدة حث المانحين الدوليين على التعهد بما يصل إلى 10 مليارات دولار لمساعدة السوريين الفارين من الحرب الأهلية التي تسبّب بها النظام، نصفها للاستجابة الإنسانية داخل سوريا، والنصف الآخر لدعم لاجئين ونازحين في دول مثل لبنان والأردن وتركيا تستضيف حوالي 80% من اللاجئين.

ويحتاج حوالي 24 مليونًا إلى مساعدات أساسية، بزيادة أربعة ملايين خلال العام المنصرم وهو أعلى رقم حتى الآن منذ حملة القمع التي شنها النظام السوري على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عام 2011؛ مما أدى إلى الحرب.

عشر سنوات من اليأس والكارثة

وكشف منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارك لوكوك، أن هناك أكثر من 13 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، مشيرًا إلى أنّ ما يزيد عن 70% في شمال شرقي سوريا بحاجة ماسّة للمساعدات.

وقال لوكوك، في بيان: "مرت عشر سنوات من اليأس والكارثة على السوريين"، مضيفًا: "يؤدي الآن تدهور الظروف المعيشية والتراجع الاقتصادي وكوفيد-19 إلى مزيد من الجوع وسوء التغذية والمرض. ثمة قتال أقلّ ولكن لم تتحقق عوائد للسلام".

وانحسر القتال بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة منذ أن أنهى اتفاق قبل عام حملة قصف بقيادة روسيا أدت إلى نزوح ما يربو على مليون شخص، لكن الضربات الجوية الروسية، إلى جانب قوات النظام المدعومة من إيران، تواصل مهاجمة مواقع مقاتلي المعارضة.

بلينكن: الحل الوحيد هو التسوية السياسية

وتزامنًا مع اجتماع بروكسيل، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا رفيع المستوى لمناقشة مستجدات وضع سوريا الإنساني ترأسه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحضور مسؤولين أمميين.

ويركّز الاجتماع على نقص التمويل رغم زيادة الحاجات الإنسانية، كما يناقش آلية توصيل المساعدات إلى الشمالين الغربي والشرقي، أي عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، وهي غير كافية لسدّ الاحتياجات الإنسانية.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في كلمة أمام المجلس، أنّ الحلّ الوحيد لمعاناة الشعب السوري هو التسوية السياسية وإنهاء أسباب النزاع وفق قرار مجلس الأمن الرقم 2254. وقال: "تستمرّ الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفائها بدعم جهود السيد بيدرسون لتحقيق هذه الغاية".

أرقام الأمم المتحدة حول سوريا "مخيفة"

من جهته، يتحدّث الباحث في المركز العربي بواشنطن رضوان زيادة عن وجود تهديد من قبل روسيا باستخدام حق النقض في يوليو/ تموز القادم بإغلاق الطريق الأخير للمساعدات الإنسانية عبر الحدود، وتحديدًا عبر معبر باب الهوى.

ويعتبر زيادة، في حديث إلى "العربي"، أنّ وزير الخارجية الأميركي أراد لذلك، أن يفتتح جلسة مجلس الأمن بالإشارة إلى أنّ هذه أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي ستكافح من أجل إبقاء قرار مجلس الأمن الذي يسمح بما يسمّى عبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

لكنه يلفت إلى أنّ الأرقام التي قدّمتها الأمم المتحدة مخيفة، لا سيما عندما يتحدث عن 13 مليون بحاجة لمساعدات إنسانية و4 مليون بحاجة لمساعدات الغذاء في شمال شرقي سوريا، أي أنهم يعتمدون في وجودهم وغذائهم الأساسي على هذه المساعدات.

على واشنطن البحث عن خيارات أخرى

ويخلص الباحث في المركز العربي بواشنطن إلى أنّ الولايات المتحدة يجب أن تبحث عن خيارات أخرى خارج مجلس الأمن لأن روسيا ستستخدم حق النقض.

ويوضح أنه "يجب ألّا تقف الولايات المتحدة عاجزة أمام عتبة مجلس الأمن وأن تبحث عن خيارات أخرى مع حلفائها الأوروبيين والإقليميين لإيصال المساعدات الإنسانية بغضّ النظر عن الفيتو الروسي أو الصيني".

ويذكّر بأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أكد، منذ حملته الانتخابية، أن القضية الإنسانية ستكون أولوية بالنسبة له في السياسة الخارجية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي / وكالات
Close