سوليفان يحسمها.. المحادثات النووية مع إيران "قد تُستنفد" خلال أسابيع
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة وشركاءها يبحثون أطرًا زمنية للدبلوماسية النووية مع إيران، مشيرًا إلى أن الجهود الحالية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد ربما تُستنفد خلال أسابيع.
وأضاف سوليفان في تصريحات للصحافيين على هامش زيارة إلى تل أبيب: "لا نحدد وقتًا بعينه علنًا، لكن بوسعي أن أُبلغكم بأننا نبحث خلف الأبواب المغلقة أطرًا زمنية وهي ليست بالطويلة".
وسُئل عن الإطار الزمني فقال "أسابيع". لكنّه جدّد في الوقت نفسه، القول إن الولايات المتحدة تعتقد بأن أفضل سبيل لمنع إيران من حيازة سلاح نووي لا يزال يتمثل في "الدبلوماسية والردع والضغط".
وأجرى سوليفان الأربعاء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي حذّر من "تداعيات عميقة" للمفاوضات في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني على الأمن الإسرائيلي.
وقال سوليفان الذي كان قد وصل إلى إسرائيل في وقت متأخر الثلاثاء: "إن زيارته إلى إسرائيل جاءت في منعطف حاسم".
وأضاف سوليفان بحسب بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية أنه "من المهم الجلوس سويًا وتطوير إستراتيجية مشتركة، ونظرة مشتركة، وأن نجد طريقًا للمضيّ قدمًا بما يضمن بشكل أساسي مصالح بلدك ومصالح بلدي".
ولم يأتِ سوليفان على ذكر إيران مباشرة لكن بيان الحكومة الإسرائيلية قال: "إن الاجتماع ركز على محادثات فيينا".
اجتماع طاقم الحوار الإستراتيجي
وفي وقت لاحق اجتمع طاقم الحوار الإستراتيجي للبلدين، وترأس سوليفان وفد بلاده فيما ترأس نظيره الاسرائيلي إيال حولاتا وفد بلاده.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن سوليفان ونظيره الإسرائيلي هولاتا بحثا اليوم الأربعاء التهديد الذي يشكله برنامج إيران النووي وغيرها من الأنشطة التي تتسبب في "زعزعة الاستقرار" في الشرق الأوسط.
وفي ختام الاجتماع، أصدرا بيانًا مشتركًا جاء فيه أنهما بحثا ضرورة مواجهة "جوانب التهديد الذي تشكله إيران بما في ذلك برنامجها النووي والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة ودعمها للجماعات الإرهابية التي تعمل بالوكالة".
وأكد البيان أن الولايات المتحدة وإسرائيل "متوائمتان في تصميمهما على ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي".
إسرائيل قلقة من امتلاك إيران أسلحة نووية
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت دعا إلى وقف المفاوضات التي استؤنفت الشهر الماضي، متهمًا إيران بممارسة "ابتزاز نووي".
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي التقى بعيد وصوله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي أعرب عن "قلقه من من التقدم المحرز نحو امتلاك إيران أسلحة نووية تحت غطاء المفاوضات في فيينا" على ما أكد مكتبه.
وتعارض إسرائيل محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بين طهران والقوى الكبرى وأتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وتخشى إسرائيل التي تعتبر إيران عدوها اللدود أن تصبح طهران قريبًا عند "العتبة النووية"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج القنبلة الذرية.
"بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق النووي
وسبق زيارة سوليفان إدلاء مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بتصريحات صحافية قال خلالها إن إيران "ستكون على رأس جدول أعمال" الزيارة إلى إسرائيل.
وقال كبير المفاوضين الأميركيين بشأن إيران روب مالي لشبكة "سي إن إن" الثلاثاء إنه لم يتبق سوى "بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق في حال واصلت طهران أنشطتها النووية بالوتيرة الحالية. وأضاف: "عند ذلك لن يكون هناك صفقة يمكن إحياؤها".
وكانت واشنطن من الدول الموقعة على الاتفاقية قبل أن يعلن الرئيس السابق دونالد ترمب في العام 2018 انسحابه منها.
وحذّرت إدارة الرئيس جو بايدن من أن الوقت ربما صار متأخرًا لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال مالي: "الأمر يعتمد حقًا على وتيرة عملهم (إيران) النووي"، مشيرًا إلى أنه سيكون "لدينا المزيد من الوقت إذا أوقفوا التقدم النووي".
وتقول إيران إنها تريد تطوير قدرتها النووية المدنية فقط لكن القوى الغربية ترى أن مخزونها من اليورانيوم المخصب يتجاوز ذلك بكثير ويمكن استخدامه في تطوير سلاح نووي.
سوليفان يزور الضفة الغربية
ومن المقرر أن ينتقل سوليفان إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وشهدت العلاقات الأميركية الفلسطينية توترًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب الذي اتهمه الفلسطينيون بالانحياز لإسرائيل.
وقال المسؤول الأميركي: "إن إدارة بايدن قامت بالفعل بإعادة تنمية العلاقات مع السلطة الفلسطينية.. ونحن نتطلع الآن إلى تقويتها".