سوليفان في اسرائيل.. واشنطن تحذّر من تقلّص الهامش المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي
حذّر المفاوض الأميركي روب مالي من أن الهامش الزمني المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي بات يقتصر على "بضعة أسابيع" إذا ما واصلت إيران تطوير أنشطتها الذرية بالوتيرة الحالية، مشيرًا إلى خطر اندلاع "أزمة" إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
ويتزامن ذلك مع وصول مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان إلى اسرائيل في زيارة عمل تستمر يومًا واحدًا لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.
ويلتقي سوليفان، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزيري الدفاع والخارجية.
ولا يبدو الخلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل خافيًا في ما يتعلق بالملف النووي، فالأخيرة ترفضه، بينما تراه واشنطن خيارًا إستراتيجيًا.
وأفادت تقارير صحفية أن الرئيس الأميركي جو بايدن يرفض إجراء محادثات حول الشأن الإيراني مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، حيث أفادت تقارير اسرائيلية بأن واشنطن لم ترد منذ ثلاثة أسابيع على طلب بينيت، إجراء محادثة هاتفية مع بايدن.
الوقت شارف على النفاذ
ومنذ أسابيع عدة، تحذّر واشنطن من أنّ الوقت المتاح لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بين الدول الكبرى وطهران حول برنامجها النووي "شارف على النفاد".
لكن الولايات المتحدة ترفض في الوقت الراهن تحديد مهل زمنية نهائية للجهود الدبلوماسية.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي: "لن أحدد موعدًا نهائيًا" لانتهاء المفاوضات، لكنّه أكد أن الهامش أصبح "ضيقًا جدًا جدًا جدًا".
"بضعة أسابيع"
من جهته، أعرب مالي، في تصريح لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأميركية، عن أمله باستئناف المحادثات "سريعًا".
لكنّه حذّر، في الوقت نفسه، من أنه "في مرحلة معينة، في مستقبل غير بعيد، سيتعيّن علينا الإقرار بأن الاتفاق النووي عفا عليه الزمن، وسيتعيّن علينا التفاوض حول اتفاق مختلف تمامًا، مع عبور فترة تأزم وتصعيد".
ولدى مطالبة الشبكة الأميركية المفاوض الأميركي بتحديد موعد هذا الأمر، اكتفى بالقول: "إذا توقّفوا عن تطوير قدراتهم النووية، يكون لدينا وقت أكثر بقليل. أما إذا استمرّوا بالوتيرة الحالية، لن يكون لدينا سوى بضعة أسابيع، ليس أكثر، قبل التوصّل إلى استنتاج بأن الاتفاق النووي لا يمكن إحياؤه".
بدوره، أكد بلينكن أن الإدارة الأميركية تدرس "بشكل فاعل" "بدائل" و"خيارات" أخرى في حال فشلت المفاوضات.
"الاتفاق حاجة لكل الأطراف"
وفي هذا الإطار، رجّح الكاتب والباحث في الشؤون السياسية صالح قزويني، أن تنجح مفاوضات فيينا لأن الاتفاق النووي ليس حاجة إيرانية فحسب، بل حاجة أميركية-أوروبية- وحتى اسرائيلية، لأنه إذا كانت تل أبيب تخشى من حصول إيران على السلاح النووي، فإن السبيل الأفضل لمنعها من ذلك هو الاتفاق النووي.
وفي حال فشل المفاوضات، استبعد قزويني، في حديث إلى "العربي" من طهران، قيام واشنطن بأي خيار عسكري ضد طهران، مرجّحًا أن تستمرّ العقوبات والحظر المفروض على إيران.
وأضاف أن اسرائيل بدأت تشعر بأن المكاسب التي حقّقتها خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بدأت تتلاشى، لذلك فانها تلجأ إلى التهديدات العسكرية للضغط على واشنطن من أجل الحصول على مساعدات.
وعام 2018، انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في عهد الرئيس دونالد ترمب. وأعادت واشنطن إثر ذلك فرض عقوبات تخنق الاقتصاد الإيراني.
لكن بايدن أبدى استعداده للعودة إلى الاتفاق إذا عادت الجمهورية الإسلامية للتقيد بكل بنوده.