شهدت مناطق مختلفة من لبنان، مساء اليوم الثلاثاء، احتجاجات رفضاً للأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءاً. وقام المحتجون بقطع العديد من الطرق في مناطق مختلفة من البلاد وأشعلوا الإطارات.
وتأتي الاحتجاجات بعد ساعات قليلة من التراجع الإضافي في سعر صرف الليرة صباح اليوم. حيث تدنّت قيمة الليرة إلى مستوى قياسي، وبلغ سعر الصرف في السوق السوداء عشرة آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد، ما يعني أن الحد الأدنى للأجور في البلاد صار يساوي حوالي 68 دولاراً.
وبالإضافة إلى أزمة الليرة تشهد البلاد في الأيام الأخيرة انقطاعاً في التيار الكهربائي لساعات طويلة. بينما يتحدّث مسؤولون عن توجّه لرفع الدّعم عن سلع أساسية.
ونجم عن الأزمة المالية واحتجاز المصارف لودائع زبائنها أزمات كثيرة. ويعيش اللبنانيون في ظروف صعبة حيث يجدون صعوبة كبيرة في تأمين حتى الأساسيات. وشهدت الصيدليات انقطاعاً في العديد من الأدوية، بينما تعاني الأسَر في سبيل تأمين الحليب لأطفالهم.
وقطعت الطرقات في بيروت وضواحيها ومناطق أخرى في البقاع وجنوب البلاد وشمالها. وتظاهر مواطنون عبروا عن غضبهم من الحال التي وصلت إليها البلاد، واتهموا المسؤولين بالفساد والإهمال.
وفي مدينة صيدا عمد محتجون إلى إغلاق محال الصيرفة بالقوة. واتهموا الصرافين بالتلاعب بسعر الصرف والتسبب في انخفاض قيمة العملة اللبنانية.
بدوره انتشر الجيش على الطرقات إلى جانب قوى الأمن الداخلي. وعملت الأجهزة الأمنية على فتح الطرقات بالقوة وتسهيل السير. فحصل تدافع بين عناصرها والمحتجين في بعض المناطق.
من ساحة الشهداء في #بيروت. (من حساب هادي المنلا - فايسبوك)#أخبار_الساحة #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/WoKYTUJyhZ
— أخبار الساحة (@Akhbaralsaha) March 2, 2021
"لبنان ليس بخير"
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عبّر لبنانيون عن غضبهم من الواقع السيء الذي يعيشونه، ومن غياب أية خطة لمعالجة الأزمة على الرغم من مرور ما يزيد عن عام ونصف العام على بدء تراجع قيمة الليرة.
وعلى تويتر تصدّر وسم "لبنان ليس بخير". ونشر ناشطون صورًا ومقاطع فيديو تدعو الناس للنزول إلى الشارع والمطالبة بحقوقهم.
الاحتجاجات بدأت في بعض المناطق وستزداد في الايام المقبلة كلما ارتفع #الدولار.. والسلطة تشتري الوقت لمحاولة لملمة نفسها وستخرّب اي تحرك خوفاً من ان يكبر ويهدد وجودها ..سيناريو "الدولة" القادم #لبنان_ينتفض #لبنان_ليس_بخير #لبنان pic.twitter.com/jTSnVQxgr4
— nadine majzoub (@nadinemajzoub) March 2, 2021
كما انتقد مواطنون إهمال السياسيين لمصالح المواطنين، وعدم اكتراثهم بالانهيار الحاصل في وقت يحاولون فيه تأمين مصالحهم الخاصة.
السياسيين رغم الوضع الاقتصادي الصعب ما زالوا يفكرون بمصالحهم الشخصية وغير آخذين بعين الاعتبار مصالح الناس. لبنان ينهار والسياسيين يتقاتلون على الوزارات والحصص وغير مهتمين بتشكيل الحكومة.#منظومة_مصالح_مش_غنم#لبنان_ليس_بخير#لبنان
— Mahdi baydoun🇱🇧 (@MahdiBaydoun7) March 2, 2021
ودعا آخرون للاحتجاج أمام منازل المسؤولين ومحاسبتهم من أجل تحصيل حقوقهم.
الشارع يعبر عن غضبه، لكن العبرة تكمن بأن يتوجه المحتجون نحو منازل القوى السياسية لكي يحصلوا على حقوقهم #الدولار #لبنان_ليس_بخير
— fatima shoker (@fatimashoker1) March 2, 2021
واتهم آخرون المواطنين أنفسهم بالتسبب بوصول الوضع إلى ما هو عليه بسبب تقديسهم الزعماء وعدم محاسبتهم وإعادة انتخابهم.
#لبنان_ليس_بخير 🇱🇧🤒ولن يكون بخير طالما يُبَدّي شعبه مصلحة الزعيم على مصلحته الخاصة، ويلتهي بتبرير فساد الزعيم عوض اقتلاعه وانتخاب اخر، وطالما تُحَركه غرائزه الدينية ولا تتحرك فيه مواطنيته ولا انسانيته ولا مسؤوليته تجاه مجتمعه وعائلته وحتى نفْسه. الشعب هو المشكلة وليس #الدولار
— Chady Abou Jaoude (@ChadyAJ) March 2, 2021