تستمر أزمة تشكيل الحكومة في لبنان بالتفاعل، في ظل تصاعد الخلافات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري؛ أزمة تأتي في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.
ويقول الحريري: إن الرئيس لا يقبل بالتشكيلة الحكومية رغم كل التعديلات المقترحة عليها، متهمًا عون بالسعي للحصول على الثلث المعطل في الحكومة. وفي المقابل ترد الرئاسة اللبنانية باتهام الحريري بمحاولة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور.
ويقول عون إنه يعترض على "تفرّد" الحريري في تسمية الوزراء وخصوصًا المسيحيين منهم.
وفي المختصر؛ فإن الحريري ليس قادرًا على تشكيل حكومة في ظل ثلث معطل يتحكم به عون، ولا تكليف عون لشخصية أخرى سيجلب إعانات دولية كما الحال مع الحريري.
ويبدو الحريري قويًا اليوم، وجولته عبر قارات ثلاث حصل فيها على وعد عربي وغربي بمنح مساعدات للبنان شرط تشكيل حكومة اختصاصيين.
وفيما تمتد ولاية عون حتى العام المقبل، يتّكل الحريري على رهان الدعم الدولي على شخصه دون غيره على ما يقول العارفون.
"أزمة ثقة"
يقول الباحث السياسي حسن شقير: إن حزب الله لم يتدخل حتى اليوم في الصراع الدائر بين رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، مبديًا اعتقاده بأن الأزمة أعمق مما تحدث عنه الحريري خلال ذكرى اغتيال والده في 14 الحالي.
ويرى أن الأزمة في لبنان هي أزمة ثقة بين الرئيسين بالدرجة الأولى، وأزمة تتعلق ببعدين داخلي وخارجي.
ويعتبر أن الحريري أتى بأعراف جديدة في خلال عملية تشكيل الحكومة، لافتًا إلى أن هناك ضرورة للتشاور حول أسماء الوزراء. ويؤكد أن المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون للحل في لبنان تراجعت أمام "الفيتوهات" التي وضعها الفرقاء السياسيون.
ويعتبر أن حزب الله لا يربط الموضوع الحكومي اللبناني بالمفاوضات الإيرانية الأميركية، ويقول:" لن يرضى حزب الله حليف التيار الوطني الحر (حزب رئيس الجمهورية) بكسر الرئيس عون.
"حكومة محاصصة"
ويرى الكاتب حنا صالح أن "المنظومة الفاسدة مستمرة بكسر اللبنانيين لأنها شريكة بارتهان الدولة بالفساد والسلاح للخارج"، ويقول: "هذه المنظومة ما كانت لتبقى مكانها لولا حزب الله".
ويشير الى أن "التناتش" على المقاعد بين "التيار الوطني الحر" والحريري من جهة أخرى يريح حزب الله لأنه يبعد الأنظار عن مسؤوليته في الأزمة، وكذلك يبعد الأنظار عن الدور الذي تضطلع به إيران من خلال احتجاز ورقة الحكومة اللبنانية.
ويقول: إن "النقاش حاليًا هو حول حكومة محاصصة طائفية، تحيي نظام المحاصصة المولّد للفساد الذي يحمي الفاسدين".
"العرب لن يتخلوا عن لبنان"
ويلفت عضو المجلس السياسي في تيار المستقبل فادي سعد إلى أن الحريري يصارع كل الإرادات غير صافية النية بهدف تشكيل حكومة من الاختصاصيين.
ويستبعد إمكان تخلي العرب عن لبنان، مشيرًا الى أن العرب أيضًا يريدون أن تتشكل حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين ذوي الكفاءات للسير بالإصلاحات.
ويرى أن حزب الله والتيار الوطني الحر شريكان في "فكفكة" الدولة اللبنانية والتعطيل منذ العام 2006.