أعلنت الرئاسة التونسية، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس قيس سعيّد سيتوجه غدًا الأربعاء إلى ليبيا في زيارة رسمية غير محددة المدة، وهي الأولى منذ تسع سنوات لرئيس تونسي إلى ليبيا.
وأوضحت الرئاسة في بيان الثلاثاء أن الزيارة "تندرج في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا وربط جسور التواصل وترسيخ التشاور والتنسيق" بين البلدين.
ولم تحدد الرئاسة التونسية المسؤولين الذين سيلتقيهم قيس سعيّد في ليبيا. لكنها لفتت إلى أنّ الزيارة تشكّل فرصة "لإرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين البلدين وتؤسس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء".
وتأتي زيارة سعيّد بعد منح مجلس النواب الليبي، خلال جلسة في سرت الأربعاء الماضي، الثقة للحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بتأييد 132 صوتًا من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.
ويعد سعيّد أول رئيس دولة يزور ليبيا عقب انتخاب سلطة تنفيذية جديدة بالبلاد. وكان سعيّد، هنأ الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، بنيل الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب.
وتشكل ليبيا شريكًا تجاريًا مميزًا لتونس إذ كانت قبل العام 2011 تستوعب الجزء الأكبر من إنتاج الصناعات الغذائية التونسية ومواد البناء. وتغذي ليبيا القطاع غير الرسمي في تونس الذي يستورد سلعًا استهلاكية بخسة الثمن.
ويعمل في ليبيا آلاف التونسيين إلا أن الإغلاق المتكرر للحدود عطل هذه المبادلات.
واستضافت تونس نهاية 2020 مندوبين ليبيين اجتمعوا برعاية الأمم المتحدة في إطار ملتقى الحوار السياسي الذي أفضى إلى تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا.
يذكر أنّه في يناير/ كانون الثاني 2012 توجه الرئيس التونسي حينها المنصف المرزوقي إلى طرابلس في أول زيارة رسمية له إلى الخارج. وغرقت ليبيا بعد ذلك في العنف فيما كان مسؤولون ليبيون يأتون بانتظام إلى تونس للمشاركة في مفاوضات.