تحذر فصائل فلسطينية وعلى رأسها حركة حماس من انقسام جديد بعد قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتأجيل الانتخابات العامة. وطرح البعض أكثر من علامة استفهام حول تلك الخطوة وسط تساؤلات عن إمكان وجود أسباب غير معلنة للقرار.
وكان الرئيس عباس أعلن ليل الخميس الجمعة تأجيل الانتخابات التشريعية الى حين ضمان مشاركة أهل القدس. وعبّر الاتحاد الأوروبي عن خيبة أمله من القرار ودعا لتحديد موعد جديد لها دون تأخير.
وتسبب القرار بغضب واستياء شعبي أعقبه خروج تظاهرات مطالبة بالمضي قدماً في اجراء الانتخابات. ويطالب الشارع الفلسطيني أن تحذو السلطة حذو الحراك الذي انتفض قبل أيام في القدس خلال مواجهات المقدسيين مع الاحتلال الإسرائيلي في باب العامود ومحيط المسجد الأقصى.
خوف من النتائج
يعتبر الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن السبب الذي استند إليه التأجيل لا يبدو وجيهاً، لافتًا الى أنه كان من الأجدى إجراء الانتخابات وتحدي القرار الإسرائيلي بمنع اجرائها في القدس، من خلال الإصرار على المضي بها كمعركة مقاومة شعبية.
ويذكّر البرغوثي بأن المبادرة الفلسطينية بالاضافة للجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية اعترضوا على القرار، لأسباب عديدة وأهمها حماية حق الشعب الفلسطيني في إجراء الانتخابات، مشددًا على أن أهميتها تكمن في انهاء الانقسام.
ويرى أن الأسباب التي قد تدفع البعض لتأجيل الانتخابات هي الخوف من نتائجها، مؤكداً على تعطش المقدسيين لاجرائها كما لمس منهم مباشرة.
شعارات
بالمقابل يؤكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح حسين حمايل أنه منذ بداية الاتفاق على اجراء تلك الانتخابات كان شرط إجرائها في القدس أولوية لدى الجميع، مشيرًا الى أن الاتحاد الأوروبي تعهد بالضغط على إسرائيل "لكن الأخيرة كعادتها خذلت الشرعية الدولية".
ويرى حمايل أن إسرائيل تريد ابتزاز القيادة الفلسطينية لإجراء الانتخابات، معتبرًا أنه تم طرح بعض الاقتراحات كفخ، ومذكراً بطرح إجرائها في القنصليات والسفارات والتي تعد أراضٍ خارجية.
ويعتبر أن الطروحات التي تقدمت حول خوض الانتخابات كمواجهة مع الاحتلال هي بمثابة شعارات.
منطقة انتفاضة
ويقول القيادي في حركة حماس غازي حمد إن الحركة كانت وافقت على مضض على إجراء تلك الانتخابات كونها كانت تفضل بداية المضي بالمصالحة الوطنية الشاملة، لكن حركة فتح أصرت على اجرائها، وقبلت "حماس" ذلك لاجل المصلحة العامة على حد تعبيره.
ويعتبر أن قرار الرئيس محمود عباس غير مقبول على الإطلاق، خاصة بعد التوافق الوطني وشبه الاجماع على المضي بالانتخابات. ويقول :"من غير المقبول كذلك التحجج بالمنع الإسرائيلي كون إسرائيل عدو وبالتالي فمن البديهي أن تتخذ تلك القرارات، لذا فقد كان على الرئيس أن يتمسك بالموقف الفلسطيني وبجعل القدس منطقة انتفاضة ضد الاحتلال لفرض حق الشعب الفلسطيني أولاً".