دمّرت المقاتلات الإسرائيلية الحربية اليوم السبت برجًا سكنيًا مكوّنًا من 13 طابقًا ويضم عددًا من المكاتب الإعلامية الدولية في مدينة غزة، منها مكتب قناة الجزيرة القطرية، ووكالة أسوشيتد برس الأميركية.
وقد استُهدِف برج "الجلاء"، الذي يضم أيضًا شققًا سكنية، وبعض الإذاعات المحلية ومكاتب لأطباء ومحامين، بصواريخ عدة دمّرته بالكامل.
وأكد مراسل "العربي" في غزّة، صالح الناطور، أن مبنى الجلاء في المنطقة قُصف أكثر من مرة؛ ما أدى إلى تدميره.
ولفت إلى أن المبنى يتألف من 11 طابقًا، وتم إخلاؤه بعد التهديدات التي وجهها الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن مبنى "الجلاء" هو من أقدم الأبراج في قطاع غزّة، ويبعد مسافة قصيرة عن مبنيي الشروق والجوهرة، اللذين تم تدميرهما من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب مراسل "العربي"، فقد توجّهت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لإجلاء المصابين، بعد أن تضرّرت الشقق السكنية والمحال التجارية جرّاء القصف.
وأوضح أن حالة من الغضب تسود المواطنين بالقرب من المبنى المستهدف.
الرئيس التنفيذي لأسوشيتد برس "مصدوم ومذعور"
في غضون ذلك، قال الرئيس التنفيذي لوكالة أسوشيتد برس: إنه "مصدوم ومذعور" من قيام الجيش الإسرائيلي باستهداف وتدمير مبنى سكني يضم مكاتب إعلامية في غزة. وأكد أنّ المؤسسة تلقّت تحذيرًا من استهداف برج غزة، مشيرًا إلى أنها تمكنت من إجلاء الصحفيين.
وكتب جون غرامبل الصحافي في الوكالة الأميركية على تويتر: "ضربة إسرائيلية دمرت البرج الذي يضم مكاتب AP في مدينة غزة".
From @AP: An Israeli airstrike destroyed a high-rise building in Gaza City that housed offices of The Associated Press and other media outlets on Saturday, the latest step by the military to silence reporting from the territory amid its battle with the militant group Hamas.
— Jon Gambrell جون (@jongambrellAP) May 15, 2021
وكان كتب قبيل ذلك أن الجيش حذّر مالك البرج حيث مكاتب وكالة الأنباء الأميركية من أنه سيُستهدف بضربة.
APNewsAlert: GAZA CITY, #Gaza Strip (AP) - Owner of Gaza high-rise that houses @AP office says army warned it would target building.
— Jon Gambrell جون (@jongambrellAP) May 15, 2021
وفي وقت سابق، غرّد فارس أكرم مراسل وكالة أسوشييتد برس في غزة بأن "قنابل قد تسقط على مكتبنا. لقد هرعنا الى السلالم من الطبقة الحادية عشرة وننظر حاليًا إلى المبنى من مكان بعيد".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وليد العمري مدير مكتب "الجزيرة" في إسرائيل والأراضي الفلسطينية قوله: "هذه جريمة تضاف إلى الجرائم الإسرائيلية، من الواضح أن هناك قرارًا (إسرائيليًا) ليس فقط بنشر الدمار والقتل، وإنما بإسكات الصوت الذي ينقله وهذا مستحيل".
إخلاء البرج
وقبيل استهداف المبنى، قال صاحبه جواد مهدي في تصريحات للصحافين من أمام المبنى: إن ضابطًا في جهاز المخابرات الإسرائيلية أبلغه في اتصال هاتفي بضرورة إخلاء البرج خلال ساعة من الاتصال.
ومع اقتراب المهلة من الانتهاء، اتصل مهدي بضابط المخابرات مرة أخرى أمام الصحافيين وطلب منه تمديد المهلة لعشر دقائق إضافية قائلًا: "أعطنا عشر دقائق ليذهب أربعة شبان بدروع صحافية لإحضار معداتهم، هم ليسوا مخربين".
وبعد رفض الضابط تمديد المهلة، تم قصف المبنى بعد وقت قصير بعدة صواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية.
ردّ القسام
من جانبها، توعّدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالرد وقالت في بيان: "بعد قصف البرج المدني في غزة، على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجل واحدة وينتظروا ردنا المزلزل".
يُذكر أن إسرائيل تعمد منذ بداية العدوان على غزة إلى استهداف الأبراج السكنية، حيث دمّرت في وقت سابق أبراج: هنادي، والجوهرة، والشروق.
مجزرة مخيم الشاطئ
وكانت إسرائيل ارتكبت فجر اليوم السبت مجزرة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، بعدما دمرت منزلًا على رؤوس ساكنيه؛ ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين، منهم 8 أطفال، وسيدتان.
وبحسب وزارة الصحة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 139 شهيدًا، بينهم 39 طفلًا، و22 سيدة، و1038 إصابة بجراح متفاوتة.
ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جرّاح"، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلًا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.