أدان الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء الانتهاكات "غير المقبولة" لحقوق الإنسان في تيغراي وطالب بوقف فوري لإطلاق النار في الإقليم الإثيوبي.
ودعا بايدن إلى انسحاب القوات الإريترية وقوات إقليم أمهرة الإثيوبي من تيغراي، وقال إنه يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور لتجنّب المجاعة على نطاق واسع في المنطقة التي مزّقها الصراع.
قلق واشنطن من تصاعد العنف
وقال بايدن في بيان: "إنّني أشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف وتفاقم الانقسامات المناطقية والعرقية في أنحاء متعدّدة من إثيوبيا".
وأضاف أنّ "انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق التي تحدث في تيغراي، بما في ذلك العنف الجنسي الواسع الانتشار، غير مقبولة ويجب أن تنتهي".
وشدّد الرئيس الأميركي على "وجوب أن تعلن الأطراف المتحاربة في منطقة تيغراي وقفًا لإطلاق النار وأن تلتزم به وأن تنسحب القوات الإريترية وقوات إقليم أمهرة" من تيغراي.
وأعلن بايدن في بيانه أنّ المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان سيزور المنطقة الأسبوع المقبل.
Impt @POTUS statement on #Tigray: "All parties, in particular the Ethiopian and Eritrean forces, must allow immediate, unimpeded humanitarian access to the region in order to prevent widespread famine." https://t.co/SCW5dBBc8Q
— Samantha Power (@PowerUSAID) May 27, 2021
من جهتها، قالت إثيوبيا الأسبوع الماضي إنها قدمت جنودًا للمحاكمة في اتهامات قتل للمدنيين واغتصاب رغم أن سجلات المحكمة لم تعلن ذلك بعد.
وكانت الولايات المتّحدة أعلنت الأحد فرض قيود على منح تأشيرات دخول لمسؤولين إثيوبيين وإريتريين تتّهمهم بتأجيج النزاع المستمرّ منذ ستّة أشهر في الإقليم، مشيرة إلى أنّ هؤلاء "لم يتّخذوا إجراءات ملموسة لإنهاء الأعمال العدائية".
كما أعلنت الولايات المتّحدة أنّها ستفرض قيودًا "واسعة النطاق" على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا، مؤكّدة في الوقت نفسه استمرارها في تقديم المساعدات الإنسانية في مجالات مثل الصحّة والغذاء والتعليم.
والأربعاء، أعربت المفوّضية العليا للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين عن "قلقها العميق" إزاء تعرّض مئات من النازحين من إقليم تيغراي للاعتقال.
وكانت منظمة العفو الدولية كشفت أنّ جنودًا إثيوبيين وإريتريين ضربوا واعتقلوا نحو 200 مدني نازح في عملية عنيفة جرت ليل الإثنين واستهدفت مخيّمات قرب مدينة شاير.
#الولايات_المتحدة تفرض قيودا على إثيوبيين وإريتريين لهذا السبب 👇#إثيوبيا #تيغرايhttps://t.co/YvjlcaRPth
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 24, 2021
تخوّف من مجاعة في تيغراي
كما ذكر بيان بايدن أن القوات الإثيوبية والإريترية "يجب أن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور ودون عوائق إلى الإقليم من أجل منع انتشار المجاعة على نطاق واسع".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن 91 % من سكان تيغراي البالغ عددهم نحو ستة ملايين نسمة بحاجة إلى المساعدة.
كما حثّ مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي والدول في مذكرة يوم الثلاثاء على "اتخاذ أي خطوات ممكنة لمنع حدوث مجاعة".
وقال لوكوك: "من الواضح أن الأشخاص الذين يعيشون في إقليم تيغراي يواجهون الآن زيادة ملحوظة في انعدام الأمن الغذائي نتيجة للصراع وأن أطراف الصراع تقيد الوصول إلى الغذاء".
وأضاف: "ثمة خطر حدوث مجاعة جسيم إذا لم تتم زيادة المساعدة في الشهرين المقبلين".
مسؤول أممي يؤكد استخدام العنف الجنسي كسلاح في حرب إقليم #تيغراي pic.twitter.com/jiyXIGgY4R
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 16, 2021
أديس أبابا وواشنطن
يُذكَر أن أديس أبابا حليف قديم لواشنطن، لكنّ الولايات المتّحدة تعرب عن قلقها بشكل متزايد منذ أن شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في نوفمبر/تشرين الثاني هجومًا عسكريًا واسع النطاق على تيغراي لتوقيف ونزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الحاكم السابق في الإقليم.
وبرّر أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، العملية العسكرية يومها بتعرّض معسكرات تابعة للجيش الفدرالي لهجمات اتّهم الجبهة بالوقوف خلفها.
وحظيت القوات الفدرالية الإثيوبية في هجومها على تيغراي بدعم من قوات أرسلتها جارتها الشمالية إريتريا، وأخرى أرسلتها أمهرة، المنطقة الإثيوبية المحاذية لتيغراي من الجنوب.
وأعلن أحمد الانتصار في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني إثر السيطرة على ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي.
وعلى الرّغم من أنّ أحمد تعهّد في بداية العملية العسكرية بأن تنتهي سريعًا، إلا أنّه بعد أكثر من ستة أشهر على بدئها، لا يزال القتال مستمرًا، في وقت يحذّر فيه قادة العالم من كارثة إنسانية محتملة.