الأحد 27 أكتوبر / October 2024

السيسي في جيبوتي.. تأثير تحركات مصر الإفريقية في مسار أزمة سد النهضة

السيسي في جيبوتي.. تأثير تحركات مصر الإفريقية في مسار أزمة سد النهضة

شارك القصة

وقعت مصر وجيبوتي اتفاقية دفاعية هي الخامسة بين مصر ودول إفريقية خلال العام الجاري، لا سيما تلك القريبة من منطقة حوض النيل.

دعا الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة إلى إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة للوصول إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان، وذلك خلال استقباله نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يقوم بزيارة رسمية غير محددة المدة إلى جيبوتي.

بدوره، أكد السيسي ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول تشغيل السد وملئه، مجددًا رفضه فرض سياسة الأمر الواقع بخطوات أحادية لا تراعي مصالح دولتي المصب.

رسالة السيسي من جيبوتي

واستقبل الرئيس الجيبوتي نظيره المصري في العاصمة جيبوتي، في زيارة تتزامن مع ظروف سياسية متشابكة ومتسارعة تجمع البلدين، وتمر بها منطقة القرن الإفريقي.

وقال السيسي: "استعرضت المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة والملف الذي يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها، وأكدت على ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن في أقرب فرصة ممكنة، بما يحقق مصالح الجميع ويعزز التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة".

وأضاف السيسي: "أكدت على رفض مصر لأي مسعى لفرض الأمر الواقع بقرارات أحادية لا تراعي مصالح دولتي المصب وحقوقها".

العلاقات المصرية-الجيبوتية 

على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، تتداخل مصالح البلدين في أكثر من نقطة، حيث يتحول تعزيز العلاقات إلى أمر بالغ الأهمية ونقطة ارتكاز يتم البناء حولها.

ودعا جيلة إلى إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة للتوصل إلى حل توافقي ومنطقي، متبنيًا منطق العلاقات المتينة مع شريك أساسي في ملفات المنطقة لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الجيبوتية.

وقال الرئيس الجيبوتي: "استعرضنا مختلف جوانب العلاقات الثنائية فضلًا عن آخر المستجدات على الساحة العربية والإفريقية ومجمل القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. واتفقنا على تفعيل أطر التعاون وآليات العمل المشترك بين البلدين على المستويات كافة".

اتفاقية دفاعية بين مصر وجيبوتي

كما وقعت مصر وجيبوتي اتفاقية دفاعية هي الخامسة بين مصر ودول إفريقية خلال العام الجاري، لا سيما تلك القريبة من منطقة حوض النيل، بحيث سبقتها اتفاقيات مع السودان وأوغندا وبورندي وكينيا.

وتلتقي المصالح الجيوسياسية بين القاهرة وجيبوتي، في منطقة تسعى إلى استقرار لا يستطيع أحد تقديم ضمانات فيها.

قراءة في التحركات المصرية

ويتحدث وليد درويش، المستشار السابق بالمفوضية الأوروبية، عن أهمية التحركات الدبلوماسية المكثّفة في القارة السمراء في هذا التوقيت، مشيرًا إلى أنها تعطي رسائل واضحة عن التعاون العسكري مع المناطق المحيطة بإثيوبيا.

ويشيد درويش في حديث إلى "العربي"، بالتحركات المصرية، واصفًا إياها بالممتازة، ويقول: "إن تأمين تلك الجبهة الجنوبية في مدخل البحر الأحمر عن طريق جيبوتي أمر هام".

ويضيف درويش: "بشكل عام، التحركات السياسية المصرية والاتفاقيات مع الدول الإفريقية هي رسائل قوية للحكومة الإثيوبية، ومحاولة لسد ثغرات 40 عامًا من الإهمال في ملف العلاقات بين دول القرن الإفريقي".

وفي حال إتمام الملء الثاني من قبل إثيوبيا وفرض الأمر الواقع، يرى المستشار السابق بالمفوضية الأوروبية أن المفاوضات ستستمر حتى في هذه الحالة، إلى أن يأتي ميعاد الملء الثالث.

ومن الواضح، وفق درويش، أن مصر بدأت في خلق حزام ديبلوماسي للضغط السياسي على إثيوبيا، وعليه ستتحرك المفاوضات بشكل أفضل في المستقبل.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close