قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وبعد دخول البلاد في الصمت الانتخابي، تشهد البلاد ترقبًا على وقع تصريحات المسؤولين الداعية للمشاركة الواسعة في الانتخابات.
وبحسب مراسل "العربي" في طهران، حازم كلّاس، فإن المعركة الانتخابية شهدت في الأيام الماضية فتورًا، باستثناء الساعات الأخيرة بعد انسحاب عدد من المرشحين.
ويلفت المراسل إلى أن تحوّلات الساعات الماضية أدت إلى ارتفاع أعداد الراغبين في التوجه إلى صناديق الاقتراع، حسب استطلاعات الرأي.
ويضيف: يبلغ عدد الناخبين في إيران حوالي 60 مليون شخص، كما سيشرف على الانتخابات حوالي مليون شخص مكلّف من قبل وزارة الداخلية.
منافسة جدية
في هذا السياق، رأى مجلس صيانة الدستور الإيراني أن منافسة "جدية" تطبع الانتخابات الرئاسية، رغم الانتقادات التي وجّهت لهذه الهيئة على خلفية استبعادها أسماء بارزة وإمكان أن يعزز ذلك الامتناع عن المشاركة.
وقال المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي، خلال مؤتمر صحافي، إن "المناظرات التلفزيونية الثلاث التي تم بثها أظهرت أن المنافسة السياسية جدية".
وأكد كدخدائي أنه "في عملية الاقتراع هذه وفي كل عمليات الاقتراع السابقة، الأشخاص الذين منحوا الأهلية هم من كل المجموعات السياسية وحتى الذين تم انتخابهم كانوا من مجموعات مختلفة".
وشدد على أن المجلس "لا يعطي رأيه أبدًا بناء على الآراء السياسية للمرشحين"، موضحًا أنّ "رأي مجلس صيانة الدستور يرتكز على القانون الانتخابي".
وتأتي الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية تعود بشكل أساسي للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
ويعد رئيس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رئيسي الأوفر حظًا للفوز، علمًا أنه نال 38% من الأصوات لدى خوضه دورة 2017، التي انتهت بفوز الرئيس حسن روحاني بولاية ثانية.
ويشرف مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة غير منتخبة مؤلفة من 12 عضوًا، يهيمن عليها المحافظون، على الانتخابات الرئاسية ويمنح الأهلية للمرشحين.
ومن نحو 600 مرشح، صادق المجلس على سبعة فقط هم خمسة من المحافظين المتشددين واثنان من الإصلاحيين. وانخفض العدد الى أربعة فقط، مع انسحاب ثلاثة مرشحين هم الإصلاحي محسن مهر علي زاده، والمحافظان سعيد جليلي وعلي رضا زاكاني اللذين أيدا رئيسي.
كذلك، أثارت الاستبعادات خشية من امتناع واسع عن المشاركة. وسجلت في عملية الاقتراع الأخيرة في الجمهورية الإسلامية (الانتخابات التشريعية 2020)، نسبة امتناع قياسية بلغت 57 بالمئة.
دعوات للمشاركة
وفي السياق عينه، ناشد الرئيس الإيراني حسن روحاني الناخبين تنحية شكاواهم جانبًا والمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وقال: في الوقت الراهن دعونا لا نفكر في الشكاوى غدًا.
والمرشحان الرئيسيان هما رئيس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي السابق المعتدل عبد الناصر همتي، بعدما منع مجلس صيانة الدستور عدة مرشحين بارزين من خوض الانتخابات بينما انسحب آخرون.
وحث المرشد علي خامنئي المواطنين على المشاركة بأعداد كبيرة، قائلًا إن هذا سيساعد في "تجنيب الجمهورية الإسلامية الضغوط الخارجية".
أصوات معارضة
ودعا معارضون بارزون من داخل البلاد وخارجها الإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات، ومن بينهم ولي العهد السابق الأمير رضا بهلوي وزعيم المعارضة مير حسين موسوي المحتجز قيد الإقامة الجبرية في المنزل منذ 2011.
وعلى الجانب الآخر احتشد الكثير من كبار الإصلاحيين خلف همتي ومنهم الرئيس الأسبق محمد خاتمي، "لأن أي مقاطعة جماعية للانتخابات ستكفل الفوز لرئيسي".
وتفتح مراكز التصويت أبوابها في السابعة صباحًا وتغلق في الثانية من صباح السبت. وذكرت وزارة الداخلية للتلفزيون الرسمي أن التصويت سيتم في أماكن مفتوحة في 67 ألف موقع في أنحاء البلاد، بسبب جائحة كوفيد-19 مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.