يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الإسرائيلي الذي أوشكت ولايته على الانتهاء ريئوفين ريفلين، في البيت الأبيض اليوم الإثنين، لإجراء مناقشات موسعة بشأن مساعي الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل.
ويُعقد الاجتماع بعد أسابيع فقط من تولي نفتالي بينيت منصب رئيس الوزراء الجديد في إسرائيل خلفًا لبنيامين نتنياهو. ويعمل المسؤولون الأميركيون على ترتيب لقاء بين بايدن وبينيت في الأسابيع المقبلة.
كما يأتي لقاء بايدن مع ريفلين وسط قلق في إسرائيل وعواصم عربية إزاء مساعي الولايات المتحدة العودة للاتفاق النووي الإيراني، وذلك خشية أن يتيح الاتفاق لطهران امتلاك أسلحة نووية.
وتمضي المساعي الأميركية الرامية لإحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018، بخطى بطيئة، في ظل إصرار طهران على أن ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، إنه من المتوقع أن يبلغ بايدن الرئيس الإسرائيلي بأن الولايات المتحدة وإسرائيل "تشتركان في نفس الهدف، وهو عدم السماح لإيران بإنتاج سلاح نووي".
وأضاف أن بايدن سيؤكد على دعم الولايات المتحدة "لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ومن المتوقع أيضًا أن يناقش الزعيمان العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 11 يومًا. وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت بتحديث نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف بالقبة الحديدية، الذي استخدم بكثافة خلال العدوان.
ومن المقرر أن يترك ريفلين منصبه في 7 يوليو/ تموز المقبل، بعد أن أمضى سبع سنوات في منصبه، وسيحل محله رئيس الوكالة اليهودية إسحاق هرتزوج.
اجتماع لابيد وبلينكن
وفي السياق نفسه، اجتمع، أمس الأحد، وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يائير لابيد مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في روما.
وقال لابيد لبلينكن إن لدى إسرائيل "تحفظات جدية" على الاتفاق النووي الذي يجري إتمامه مع إيران في فيينا، وتعهد بإصلاح "الأخطاء التي ارتُكبت" في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال مسؤولون أميركيون إنه في أول اجتماع مباشر بينهما منذ أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين قبل أسبوعين، أجرى بلينكن ولابيد مباحثات إيجابية وودية للغاية.
وكانت الموضوعات الرئيسية هي الاتفاق النووي واتفاقات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع الدول العربية والمساعدات الإنسانية لغزة ووضع القدس الشرقية، وهو موضوع كان سببًا في تأجيج المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة حول إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، الذي فرض قيودًا على أنشطة طهران النووية، مقابل رفع العقوبات الدولية.
وقال مسؤولون أميركيون إن بلينكن أبلغ لابيد بأن واشنطن ستظل على اتصال وثيق مع إسرائيل فيما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية.
وأضافوا أن بلينكن أكد لنظيره الإسرائيلي مخاوف واشنطن من المحاولات الإسرائيلية لتهجير عدد من العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، وكذلك إزاء وضع المسجد الأقصى في المدينة.
مصير الاتفاق النووي
في مقابل الاهتمام الإسرائيلي، يشهد الاتفاق النووي عددًا من العقبات، نتيجة تعنّت كل من واشنطن وطهران بشروطهما؛ كما أن المباحثات اصطدمت في الأيام الماضية برفض إيران تجديد الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عملية المراقبة والتفتيش.
وكانت الوكالة قد طالبت الجمعة برد إيراني فوري بخصوص تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية الذي انتهى أجله، لكن مندوب إيران قال: إن طهران غير مُلزمة بالرد.
وأبرمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران اتفاقًا مدّته ثلاثة أشهر في فبراير/ شباط الماضي، لتخفيف أثر تقليص إيران تعاونها مع الوكالة.
وأتاح الاتفاق استمرار مراقبة بعض الأنشطة بعدما كان من الممكن استبعادها. وجرى تمديد الاتفاق فيما بعد لمدة شهر حتى 24 يونيو/ حزيران الجاري.
في هذا السياق، يرى الصحافي هلال العبيدي أن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي يمثّل خط المرشد الأعلى علي خامنئي في إيران، وبالتالي هناك "صعوبات قد تُضاف على مسار المباحثات النووية في فيينا".
ويلفت العبيدي، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن اجتماعات فيينا الستة السابقة كانت مصحوبة بجو تفاؤلي، "على عكس الجولة السابعة المرتقبة، التي قد تكون مليئة بالصعوبات".
ويقول العبيدي: "عندما ترفض إيران الاتفاق مع الوكالة الدولية حول تجديد مهلة التفتيش، فهذا معناه تصعيد من طهران، وهذا ما دفع واشنطن إلى التلويح بانسحابها من المباحثات النووية".
ويضيف: "إيران وأميركا تهددان بالانسحاب من الاتفاق، وهنا يأتي دور الدول الأوروبية في المباحثات، التي تعمل على الوصول إلى تفاهمات بين الطرفين".
ويشير إلى أن العقوبات المفروضة على إيران متعددة المستويات، وبالتالي "لا يمكن للرئيس الأميركي جو بايدن أن يزيلها منفردًا كما تطلب إيران".