يتجه مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، لحثّ واشنطن اليوم الخميس على العدول عن عزمها تصنيف جماعة الحوثي في اليمن تنظيمًا إرهابيًا أجنبيًا، وذلك خشية أن تجرّ هذه الخطوة البلاد إلى مجاعة "لم نشهدها منذ قرابة 40 عاماً".
وفي الإفادة المزمعة أمام مجلس الأمن الدولي، والتي نشرت وكالة "رويترز" بعض ما جاء فيها، يتجه لوكوك للتحذير من أن اعتزام الولايات المتحدة إصدار تصاريح وإعفاءات للسماح لوكالات الإغاثة بمواصلة العمل لن يمنع حدوث مجاعة في اليمن، الذي يعتمد بالكامل تقريبًا على الواردات، إذ لا يمكن لوكالات الإغاثة أن تحل محل نظام الاستيراد التجاري.
وسيعرض المسؤول البيانات التي تشير إلى أن 16 مليونًا سيعانون من الجوع هذا العام، بينما يتضوّر جوعًا نحو 50 ألف شخص فيما تعتبر مجاعة صغيرة، ويقف خمسة ملايين على بعد خطوة واحدة وحسب منهم.
وفي الوقت الذي تساعد فيه الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة حوالي ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليونًا، سيشدد لوكوك على أهمية الواردات التجارية الأساسية لضمان حصول ملايين آخرين على الطعام، إذ يستورد اليمن 90 بالمئة من طعامه من خلال قنوات تجارية، بينما تعطي وكالات الإغاثة الناس قسائم أو نقودًا لشراء الطعام.
وسيحذر لوكوك من عزم بعض الموردين والبنوك وشركات الشحن والتأمين على الابتعاد عن اليمن تمامًا، خشيةً من أن تحاصرهم الإجراءات التنظيمية الأميركية.
ورغم طمأنة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن وزارة الخزانة الأميركية ستقدم تصاريح لبعض الأنشطة الإنسانية ولبعض التعاملات المرتبطة بالسلع الحيوية مثل الطعام والأدوية، يلفت لوكوك إلى أن وكالات الإغاثة لا تملك تفاصيل مؤكدة عن كيفية استمرارهم بالعمل والأنشطة التي سيسمح بها. ويحذر من عجز التدابير عن حل المشكلة، خصوصًا وأنه من المرجح أن لا تجهز التفاصيل إلا في يوم سريان التصنيف.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 80 بالمئة من سكانه إلى المساعدات.
وأعلن بومبيو القرار ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران يوم الأحد. وسيبدأ سريان الخطوة في 19 يناير/كانون الثاني، آخر يوم لإدارة الرئيس دونالد ترمب. ويجمد التصنيف أي أصول للحوثيين في الولايات المتحدة ويحظر على الأميركيين إبرام صفقات معهم ويجرّم تقديم الدعم أو الموارد للجماعة.