الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مجاعة وقلق ووعيد... الحلّ السياسيّ في اليمن مهدَّد؟

مجاعة وقلق ووعيد... الحلّ السياسيّ في اليمن مهدَّد؟

شارك القصة

مراقبون يحذرون من أنّ الحلّ السياسيّ في اليمن بات مهدَّداً بعد التصنيف الأميركي لجماعة الحوثي كمنظمة "إرهابية"، ما يفرض وضعهم على هامش أيّ تسوية سياسيّة، وبالتالي عدم مخاطبتهم إلا بحديث الحرب.

أثار قرار الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة "إرهابية" أجنبية الكثير من ردود الفعل التي أتت بمعظمها متوقعة، سواء لجهة ترحيب ترحيب الحكومة اليمنية وحلفائها، أو تنديد جماعة الحوثي مع الوعيد، أو حتى لجهة قلق المنظمات الإغاثية من التأثيرات المحتلة.

لكنّ القرار الذي جاء في اللحظات الأخيرة قبل مغادرة الرئيس دونالد ترمب البيت الأبيض، أثار في الوقت نفسه، جملةً من المحاذير، بدءًا من التوقيت "المريب" الذي اختارته الإدارة الأميركيّة له، وصولاً إلى تداعياته على الحلّ السياسي في اليمن.

ويرى مراقبون أنّ هذا الحلّ بات مهدَّدًا بالمُطلَق اليوم، باعتبار أنّ إشراك الحوثيين بأيّ مفاوضاتٍ مستقبليّة سيصطدم بإشكاليّات قانونيّة، ما يفرض وضعهم على هامش أيّ تسوية سياسيّة، وبالتالي عدم مخاطبتهم إلا بحديث الحرب.

لكنّ آخرين يعتقدون أنّ التصنيف الأميركي المستجدّ قد يلعب دورًا معاكسًا، لجهة تسريع الحلّ السياسيّ، إذا ما التقط الحوثيون "الرسالة"، وأدركوا أنّ كلفة أي استقواء بالسلاح وبالآخرين هو العزلة، في سيناريو لا توحي به الردود الأولية...

قرار غير موفق

يرى السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فيرستاين أنّ قرار إدارة ترمب تصنيف جماعة الحوثي كجماعة "إرهابية" لم يكن "موفَّقًا"، باعتبار أنّ الإدارات التي تكون على وشك انتهاء ولايتها تتجنب هذا النوع من القرارات في العادة، وإن أصبح واضحًا أنّ إدارة ترمب لا تسير وفق التقاليد والأعراف السياسية.

وإذ يعتبر فيرستاين، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "للخبر بقية"، أنّ توقيت القرار غير موفَّق أيضًا، يضعه في خانة تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرًا إلى أنّه يُعتبَر "محاولة أخيرة من وزير الخارجية مايك بومبيو وبعض المسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة من أجل توجيه ضربة أخيرة لإيران".

ومع أنّ فيرستاين يؤكد أنّ الحوثيين هم المسؤولون عن الحرب الأهلية في اليمن وعن الدمار الذي لحق باليمن، إلا أنّه يرى أنّ التصنيف الجديد لن يؤثّر عليهم، بقدر ما سيتضرّر منهم، مرّة أخرى، الأبرياء في اليمن، مشدّداً على أنّ الحوار السياسي والتفاوض يجب أن يكون عنوان الحلّ للصراع الدائر منذ أكثر من ستّ سنوات.

القرار أتى متأخّرًا

على خطّ الحكومة اليمنية، كان الترحيب سيّد الموقف، لكنّه ترحيب ترافق مع "عتبٍ"، لأنّ القرار جاء "متأخّرًا"، وفق ما يؤكد وكيل وزارة الإعلام اليمني محمد قيزان، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، استنادًا إلى أنّ جماعة الحوثي ترتكب من المجازر في حق المدنيين الأبرياء أكثر مما ارتكبه تنظيما "القاعدة" و"الدولة".

لكنّ قيزان لا يشاطر الآخرين الخوف على العملية السياسية، إذ يعتبر أنّ هذا القرار قد يجعل جماعة الحوثي أقرب للقبول بالحلّ السياسيّ، ويفرض عليها الامتثال للقرارات الدولية، مشيرًا إلى أنّها كانت دائمًا تتنصل من كل التزاماتها على هذا الصعيد، في حين أنّ الحكومة تنازلت كثيراً وقدمت الكثير من التسهيلات.

وإذ يؤكد قيزان الحرص على حقن الدماء، يعرب عن اعتقاده بأنّ إدارة الرئيس المُنتخَب جو بايدن لن تتراجع عن التصنيف الجديد، مرجّحًا في الوقت نفسه أن تحاول الضغط أكثر من أجل السير في عملية السلام.

"فخر لنا"

وعلى النقيض، يرى الحوثيون في القرار، الذي سارعوا إلى إدانته وأكدوا احتفاظهم بحق الرد عليه، "وسامًا" لهم، إذ يقول العضو في المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي سلطان السامعي إنّ هذا القرار "فخر لنا لأن من يقف ضد الولايات المتحدة يسير على الطريق الصحيح كما قال الزعيم جمال عبد الناصر وغيره من عظماء العالم".

ويرى السامعي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الولايات المتحدة هي "الراعية الأولى للإرهاب" في العالم، مشيرًا إلى أنّهم من "خلقت تنظيم الدولة والقاعدة وكل الإرهابيين الذين عاثوا فسادًا في المنطقة، بما فيها اليمن". 

ويشدّد القيادي "الحوثي" على أنّ جماعة الحوثي تدافع عن بلادها واستقلالها، وهي التي تُقصَف بالطيران والصواريخ والمدفعيات وليس العكس، لافتًا إلى أنّ ما يصفها بـ "دول العدوان" هي التي تحاصر الشعب اليمني وهي التي تدمر البنى التحتية.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close