اتهمت إسرائيل، اليوم الجمعة، إيران بتنفيذ هجوم قبالة ساحل عُمان على ناقلة تديرها شركة إسرائيلية، متوعّدة بـ"ردّ قاسٍ"، وداعية العالم إلى "ألا يلوذ بالصمت في وجه الإرهاب الإيراني"، على حدّ قوله.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي إيراني على الموضوع، لفت تأكيد وسائل إعلام إيرانية أنّ طهران استهدفت سفينة إسرائيلية في خليج عمان، وهو ما أكّده تلفزيون العالم الإيراني، الذي نقل عن مصادر قولها إنّ الهجوم "جاء ردًا على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة السوري".
في غضون ذلك، وصفت شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لإسرائيليين اليوم الجمعة الهجوم الذي وقع على ناقلة "ميرسر ستريت" قبالة ساحل عُمان بـ"القرصنة المحتملة"، فيما قالت مصادر أوروبية وأميركية إن الشبهات تحوم حول إيران.
وقُتل اثنان من طاقم ناقلة النفط التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر؛ في الهجوم الذي تعرضت له في بحر العرب، بحسب ما أعلنت الشركة المشغلة للسفينة الجمعة.
وعند وقوع الحادث، كانت السفينة، وفق الشركة المشغلة، "في شمال المحيط الهندي مبحرة من دار السلام" في تنزانيا "إلى الفجيرة" في الإمارات العربية المتحدة "من دون أي شحنة على متنها".
وقالت الشركة اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني: إن الهجوم لا يزال موضع تحقيق ووصفته بأنه "قرصنة محتملة".
إلا أن مصادر أميركية وأوروبية مطلعة على تقارير المخابرات قالت لوكالة "رويترز" إن إيران هي المشتبه به الرئيسي، مؤكدة أن حكومات بلادها ما زالت في مرحلة البحث عن أدلة دامغة.
من جهة أخرى، قال مسؤول دفاعي أميركي: إن "السفينة تعرضت على ما يبدو لهجوم بطائرة مسيرة". وأكد متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن وقوع هجوم لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن كيف وقع أو الطرف الذي يقف وراءه.
إسرائيل تتهم إيران بالهجوم على السفينة
وفيما لم يصدر رد فعل فوري من إيران على اتهامات الاشتباه في تورطها، اتهمت إسرائيل إيران مباشرةً بتنفيذ الهجوم، وقالت إنه لا بد من رد قاس.
وفي بيان، قال وزير الخارجية يائير لابيد: إنه "أبلغ وزير الخارجية البريطاني بأنه لا بد من رد قاس على الهجوم الذي قتل خلاله اثنان من أفراد الطاقم أحدهما بريطاني والآخر روماني".
وأضاف: "إيران ليست مشكلة إسرائيل فحسب لكنها مصدر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار الذي يضر بنا جميعًا، على العالم ألا يلوذ بالصمت في وجه الإرهاب الإيراني الذي يضر كذلك بحرية الملاحة"، على حدّ تعبيره.
وكان موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي قد ذكر أن التقييمات الجارية في إسرائيل تشير إلى وقوع هجومين على السفينة تفصل بينهما بضع ساعات. لم يتسبب الأول في أضرار لكن الثاني أصاب غرفة القيادة والتحكم مما أسفر عن سقوط القتيلين.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه قوله: "سيكون من الصعب على إسرائيل غض الطرف" عن هذا الهجوم.
واشنطن "منزعجة"
من جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة: إن "واشنطن منزعجة بعد تقارير عن هجوم على ناقلة تديرها إسرائيل قبالة سواحل عمان، وتعمل مع شركاء دوليين للوقوف على الحقائق بشأن ملابسات الحادث".
وأضافت المتحدثة جالينا بورتر في إفادة صحفية: "نشعر أيضًا بقلق بالغ إزاء التقارير ونراقب الوضع عن كثب".
ماذا عن الموقف الإيراني؟
من جهته، أفاد مراسل "العربي" في طهران ياسر مسعود بأنّ قناة العالم الإيرانية نقلت عن مصادر من داخل "محور المقاومة"، أن الاستهداف جاء ردًا على الاعتداء الإسرائيلي على القصير في سوريا.
وأكد مراسلنا أنه حتى اللحظة لا تعليق رسمي إيراني على الحادث، مرجحًا صدور تعليق على الأمر غدًا السبت.
وفي سياق التحليل، أشار مسعود إلى احتمالين، الأول يرجح أن تكون إيران هي من تقف خلف هذا الحادث، وذلك لتوجيه رسالة مزدوجة إلى إسرائيل والإمارات على خلفية العديد من العمليات التي استهدفت فيها إسرائيل المصالح الإيرانية خلال الأشهر الماضية، وعلى خلفية التطبيع.
أما السيناريو الثاني حسب مراسلنا، فهو أن إسرائيل هي من افتعلت هذه الحادث، من أجل زعزعة العلاقة بين طهران وواشنطن، لا سيما في هذه المرحلة بعد انتخاب إبراهيم رئيسي، والحديث عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي.
ومن القدس المحتلة، قال مراسل العربي أحمد درواشة: "إن محادثات أمنية تجري في وزارة الدفاع الإسرائيلية بمشاركة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بالإضافة لمسؤولين أمنيين إسرائيليين".
اتهامات متبادلة بالهجوم على السفن
وتصاعد التوتر في منطقة الخليج منذ أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران في 2018 بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق من الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الكبرى في 2015.
وألقت واشنطن بمسؤولية عدد من الهجمات على سفن في مياه الخليج على إيران بما شمل أربع سفن من بينها ناقلتا نفط سعوديتان في مايو/أيار 2019. ونأت إيران بنفسها عن تلك الهجمات.
وكانت إيران وإسرائيل قد تبادلتا على مدى الأشهر الماضية الاتهامات بالهجوم على سفن تابعة للدولتين.