تفاعلت قضيّة توقيف المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني لدى وصوله إلى موسكو، بعد تعافيه من عملية تسميم مفترضة تعرّض لها قبل أشهر، وسط مواقف دولية مندّدة بالجملة، سرعان ما استنكرتها روسيا.
من جهته، اعتبر نافالني عقد جلسة في مركز للشرطة في موسكو للنظر في تمديد توقيفه، "غيابًا مطلقًا للقانون" بعدما تم اعتقاله لدى دخوله البلاد قادمًا من ألمانيا.
وفي تسجيل مصور نشرته المتحدثة باسمه سأل نافالني عن سبب عقد الجلسة "في مركز للشرطة"، واصفًا الإجراءات بأنها دليل على أن السلطات "أطاحت بإجراءات قانون العقوبات الجزائية".
ردود الفعل
وفيما استمرّت ردود الفعل المندّدة بتوقيف نافالني، استنكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حديث الدول الغربية عن غضبها لاعتقال نافالني، وقال إن حديثها يهدف إلى صرف انتباه مواطنيها عن المشاكل الداخلية.
وفي المواقف المندّدة، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه "لأمر مفزع" أن تعتقل السلطات الروسية أليكسي نافالني الذي وقع ضحية جريمة بشعة ويجب الإفراج عنه على الفور. وأشار إلى أنه بدلاً من اضطهاد نافالني، ينبغي على روسيا تفسير استخدام سلاح كيماوي على الأراضي الروسية.
من جهته، طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالإفراج عن نافالني فورًا، لافتًا إلى أن موسكو ملزمة وفقاً لدستورها ولتعهداتها الدولية بمبدأ سيادة القانون وحماية الحقوق المدنية.
بدورها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السلطات الروسية الافراج فوراً عن المعارض، وكررت لايين دعوات الاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق مستقل بشأن تعرض نافالني لمحاولة اغتيال.
وفي السياق نفسه، غرّد سنودن ضابط المخابرات الأميركيّ السابق الذي يعيش في روسيا، أيضًاً لدعم نافالني، ووصف اعتقاله بأنه تكرار للأخطاء التي ارتكبت في الحقبة السوفيتية.
@Navalny's arrest seems to me a repetition of mistakes made in the Soviet era, seen elsewhere now in the case against #Assange and the war on whistleblowers. States are developing an allergy to opposition—but systems that cannot accept dissent will not survive it. Let him go.
— Edward Snowden (@Snowden) January 17, 2021
وكانت الشرطة الروسية ألقت القبض على نافالني (44 عامًا) أمس الأحد لدى وصوله إلى موسكو على متن طائرة عائدًا من ألمانيا للمرة الأولى منذ تعرضه للتسميم في الصيف الماضي.
وقد يفضي اعتقال نافالني إلى سجنه ثلاثة أعوام ونصف العام بتهمة انتهاك شروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ. ومن المحتمل أن تزيد الضغوط مجدّدًا على الغرب من أجل تشديد العقوبات على روسيا، خصوصًا في ما يتعلق بمشروع بقيمة 11.6 مليار دولار لمد خط أنابيب للغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا.
وعقب تصريحات نافاني الأسبوع الماضي بأنه يعتزم العودة إلى بلده، قالت إدارة السجون في موسكو إنها ستبذل قصارى جهدها لاعتقاله بمجرد عودته، متهمة إياه بالاستخفاف بشروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ بعد إدانته بالاختلاس، وهي قضية تعود للعام 2014 ويقول نافالني إنها ملفقة.