الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

قمة بغداد تدعو لتوحيد الجهود من أجل الاستقرار.. هل تفتح صفحة جديدة؟

قمة بغداد تدعو لتوحيد الجهود من أجل الاستقرار.. هل تفتح صفحة جديدة؟

شارك القصة

المشاركون في قمة "بغداد للتعاون والشراكة" (الأناضول)
المشاركون في قمة "بغداد للتعاون والشراكة" (الأناضول)
تسعى بغداد، من خلال القمة، إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة وتعزيز التعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية وبناء شراكات اقتصادية.

استضافت العاصمة العراقية بغداد مؤتمرًا بحضور عربي وإقليمي، إضافة إلى كثير من الدول، وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات للوفود الحاضرة التي أكدت دعمها للعراق في مواجهة تحدياتها.

وتسعى بغداد، من خلال القمة، إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة وتعزيز التعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية وبناء شراكات اقتصادية.

ودعا المشاركون في قمة "بغداد للتعاون والشراكة"، اليوم السبت، إلى "ضرورة توحيد الجهود لاستقرار المنطقة وأمنها"، إضافة إلى تبني الحوار الإقليمي.

وجاء ذلك في البيان الختامي للقمة، حيث أقر المشاركون فيها بأن المنطقة "تواجه تحديات تقتضي التعاون المشترك على أساس المصالح المشتركة".

توحيد الجهود الدولية لمساندة العراق

كما أكد الحاضرون، وفق البيان الذي وزعته الخارجية العراقية على وسائل الإعلام، دعم استقرار العراق ومؤسسات الدولة وجهود إعادة الإعمار.

وأعربوا، في البيان الختامي، عن "وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعبًا"، مشددين على "ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجابًا على استقرار المنطقة وأمنها".

ورحب المشاركون "بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبني الحوار البناء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة".

وأشار البيان إلى أن "احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية".

وجدد المشاركون "دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقًا للآليات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي ودعم جهود العراق في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة".

وأقروا بأن "المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقًا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية".

كما أثنى المشاركون على "جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب بمساعدة التحالف الدولي والأشقاء والأصدقاء لتحقيق الانتصار".

وثمن المجتمعون "جهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل إيجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ويعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل".

وأكد المشاركون "دعم جهود حكومة جمهورية العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية وتعزيز دور القطاع الخاص، وكذلك جهودها في التعامل مع ملف النازحين وضمان العودة الطوعية الكريمة إلى مناطقهم بعد طيّ صفحة الإرهاب".

الكاظمي يأمل بتعزيز الشراكات الاقتصادية

وفي مستهل القمة رفض الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن تكون بلاده منطلقًا للاعتداء على جيرانه، وأضاف أن ما يجمع دول المنطقة أكبر بكثير مما يفرقها.

وقال الكاظمي خلال كلمته:"نأمل من خلال هذا المؤتمر أن نحقق الشراكات الاقتصادية الكبرى للإعمار والبناء ليكون العراق مساهمًا قويًا في إنماء المنطقة".

خصوم وأصدقاء على طاولة واحدة

وشارك في المؤتمر، الذي استمرت فعالياته ليوم واحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وأمير قطر تميم بن حمد، ورئيس الوزراء الكويتي خالد الحمد الصباح، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.

كما شارك وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وسارع أمير قطر للاستجابة إلى نداء بغداد، داعيًا المجتمع الدولي لمستنداتها "ليتمكن من استعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المنشودة للشعب العراقي بعد طول المعاناة".

وجدد بن حمد التأكيد على أن قطر ستظل إلى جانب العراق وتقدم الدعم له.

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقال إن لقاء بغداد فرصة يجب البناء عليها لتبادل وجهات النظر والتشاور الإقليمي والدولي.

فيما شدّد ماكرون من جهته، على أهمية استعادة السيادة ومنع التدخل بشؤون العراق الداخلية.  

واجتمع في المؤتمر بعض الخصوم السياسيين، ما شكّل فرصة للحكومة العراقية لتحقيق إنجاز سياسي، فيما يرى بعضهم أنه تحقق بمجرد حضور هذا الجمع، فيما تظل العيون شاخصةً إلى تحركات ما بعد القمة.

أهداف مؤتمر بغداد

ومن بغداد، يتحدث المحلل السياسي جاسم الغرابي عن أهمية تجمع الدول الإقليمية والدولية في العراق، إذ يرى أنّ هذه القمة بمثابة رسالة واضحة على أن البلاد تعيد دورها الريادي في الدبلوماسية العالمية.

ويشير، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ "الرسالة واضحة وهي أنّه لن يكون هناك إعمار وازدهار اقتصادي في هذه الدول ما لم يستتب الأمن في العراق"، مضيفًا: "جاء المؤتمر للإضاءة على التداخلات السياسية في العراق من قبل بعض الدول الإقليمية والعالمية وإنه على كافة الدول مد يد العون لانتعاش اقتصاد العراق".

ويلفت المحلل السياسي إلى ضرورة حصول "مصالحة" بين بعض الدول كي يتحقق الأمن المجتمعي في العراق، ويتابع: "هناك تقاطعات كبيرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية وغيرها".

ويعتقد الغرابي أن قمة "بغداد للتعاون والشراكة"، تبشر بنهاية الصراعات الدولية وستكون الدول العربية داعمة للعراق ومشروعه التنموي وبادرة خير للمّ شمل جميع الدول العربية الشقيقة، على حدّ تعبيره.

تابع القراءة
المصادر:
العربي/الأناضول
Close