لم تنتهِ الانتخابات العراقية فصولًا بعد، إذ إن النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وأعطت الصدارة للتيار الصدري، فاجأت الكثيرين.
وفيما احتفل أنصار التيار الصدري بالنتائج الأولية التي أظهرت تقدّمهم بفارق كبير عن باقي المنافسين، رفضت كتلة الفتح أكبر المتراجعين النتائج وقررت الطعن فيها.
وعلى المنوال نفسه، سار أنصار بعض المرشحين الخاسرين، حيث اعترضوا على ما سمّوه تزويرًا طال عملية فرز الأصوات.
نتائج "مفبركة"
لعلّ ردة الفعل الآتية من أكبر الخاسرين جاءت بحجم الصدمة، حيث قال زعيم كتلة الفتح هادي العامري: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن وسندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة".
وفي الوقت الذي كان فيه التيار الصدري يحتفل بفوزه، توجّه بعض الخاسرين على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المحلية، متحدّثين عن تفاوت في الأرقام بين ما استلموه من نتائج في المراكز الانتخابية، وبين ما أعلنته مفوضية الانتخابات.
"استهداف سياسي مدفوع"
وبحسب مراسل "العربي" في بغداد، فإنّ المشهد يبدو ضبابيًا في العراق، بعد النتائج الأولية للانتخابات التي قرأ فيها الجناح الخاسر استهدافًا سياسيًا ربما يكون مدفوع الثمن.
ويشير مراسلنا إلى أنّ النتائج التي خالفت التوقعات ستفرض تغييرًا على السيناريوهات السابقة التي كانت تطبع تشكيل الحكومة إلى حين حسم الجدل بخصوص الطعون.
"نوع من الغليان والتوتر"
من جهته، يرى الناشط السياسي باسل الكاظمي أنّ الطعون التي قُدّمت إلى المحكمة الاتحادية لن تغيّر كثيرًا في الواقع.
ويوضح الكاظمي، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، أنّه من الممكن أن تؤدي إلى سحب مقعد من هذه الكتلة أو إضافة مقعد إلى تلك الكتلة، لكنّ ذلك لن يؤثّر على النتيجة العامة، إذ إنّ التيار الصدري يبقى في الصدارة.
ويتحدّث عن خوف في الشارع العراقي ونوع من الغليان والتوتر، لافتًا إلى وجود "صراع داخل البيت الواحد وتحديدًا الشيعي"، على حدّ قوله.
ويعرب عن اعتقاده بأنّه من الصعوبة تشكيل الحكومة في مثل هذه الظروف، نظرًا إلى غياب التوافق بين القوى السياسية حتى داخل البيت الواحد.
لكنّ الكاظمي لا يستغرب النتائج التي أفرزتها الانتخابات، عازيًا إياها إلى عزوف "المواطن المستقل الرافض للعملية السياسية". ويوضح أنّ من ذهب إلى صناديق الاقتراع هم فقط الذين لديهم ولاءات حزبية.