الجمعة 5 يوليو / يوليو 2024

محاكمة ترمب ليست النهاية.. اتهامات "جنائية" تنتظره فهل يُسجَن؟

محاكمة ترمب ليست النهاية.. اتهامات "جنائية" تنتظره فهل يُسجَن؟

Changed

دونالد ترمب
من المستبعد أن يدين مجلس الشيوخ ترمب بتهمة "التحريض على التمرّد" (غيتي*
لن يعني انتهاء ثاني محاكمة يخضع لها ترمب بهدف عزله إسدال الستار على نزاعاته القانونية، إذ يواجه الرئيس الأسبق احتمالًا غير مسبوق بتوجيه تهم إليه، بعد أن فقد حصانته الرئاسية.

تتّجه كلّ الأنظار إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، في ضوء المحاكمة الثانية المُنتظرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، التي يحلو للبعض وصفها بـ"محاكمة القرن"، ولو أنّها الثانية من نوعها لترمب نفسه.

وتشير معظم التقديرات والتوقعات إلى أنّ "سيناريو" المحاكمة الأولى سيتكرّر بحذافيره في المحاكمة الثانية، إذ من المُستبعَد أن يدين مجلس الشيوخ ترمب بتهمة "التحريض على التمرّد"، استنادًا إلى الأغلبية الجمهورية التي لا تزال داعمة للملياردير الجمهوري.

لكنّ انتهاء ثاني محاكمة يخضع لها ترمب بهدف عزله لن يعني إسدال الستار على نزاعاته القانونية، إذ يواجه الرئيس الأسبق احتمالًا غير مسبوق بتوجيه تهم إليه، بعد أن فقد حصانته الرئاسية، وفقًا لتقرير لوكالة "فرانس برس".

دعاوى عدّة

بالإضافة إلى محاكمة عزله، يواجِه ترمب دعاوى مدنية عديدة. فقد بات مُستهدَفًا بتحقيق جنائي واحد على الأقل، يقوده مدعي مانهاتن، سايرس فانس، الذي يكافِح منذ أشهر للحصول على عائدات ترمب الضريبية عن ثماني سنوات. 

وبينما تركّز الأمر في البداية على الدفعات المالية التي تمّت قبل انتخابات 2016 الرئاسية لامرأتين ادعتا أنّهما أقامتا علاقات مع ترمب، بات التحقيق على مستوى الولاية حاليًا ينظر في شبهات التهرّب الضريبي والاحتيال المصرفي.

وفي يوليو/ تموز، أمرت المحكمة العليا محاسبي ترامب بتسليم الوثائق المالية إلى فريق فانس. وتقدّم محامو ترامب بالتماس بشأن حجم الوثائق المطلوبة، ولم يتم البت فيه بعد.

ووصف ترمب التحقيق بأنه "أسوأ حملة شعواء في تاريخ الولايات المتحدة". لكن يبدو أن قضية فانس التي يتم النظر فيها في جلسات مغلقة من قبل هيئة محلّفين كبرى تمضي قدمًا.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، استجوب محققون من مكتب فانس، أخيرًا، موظفين من "دويتشه بنك". وهو المصرف الذي طالما دعم الرئيس السابق ومنظمته.

كما تحدث المحققون إلى موظفين من بينهم وسيط التأمين الذي يتعامل معه ويدعى "آون". وحققوا كذلك مع محامي ترمب الشخصي السابق مايكل كوهين.

وقال المحامي السابق في شهادة أدلى بها للكونغرس: إنّ ترمب وشركته ضخّما وخفّضا قيمة أصولهما بشكل كاذب، وذلك من أجل الحصول على قروض مصرفية وخفض ضرائبهما.

احتمال السجن

من جهتها، تحقق النائبة العامة في نيويورك، لتيتا جيمس، وهي ديمقراطية، بالتهم ذاتها، واستجوب فريقها إريك ترمب، نجل الرئيس السابق، تحت القسم رغم معارضة محامييه، وحصل الفريق على وثائق بشأن بعض أملاك العائلة.

ويعتبر تحقيق جيمس مدنيًا، لكنها أفادت بأن موقف القضية قد يبدّل في حال عثرت على أي أدلة على نشاط جنائي.

وفي حال أدين ترمب، فقد يواجه خطر السجن. وعلى خلاف الجرائم الفدرالية، لا يمكن للرئيس إصدار عفو بشأن إدانات الولايات.

ورغم تعهّد بايدن بالتصالح مع الجمهوريين، يستبعد بأن يتدخل في أي ملاحقة جنائية.

ويثير احتمال توجيه تهم للرئيس السابق البالغ 74 عامًا غبطة معارضيه. لكن عددًا من المحامين لفتوا إلى أن المدّعين يدركون مدى هشاشة المناخ السياسي الأميركي، وبالتالي سيفكّرون مليًا قبل التحرّك ضده.

ولا يعتقد المدعي السابق، دانيال ريتشمان، أن أحدًا سيسارع لملاحقة ترمب قضائيًا. ويقول: إن آخر ما يرغبون به هو أن ينظر إلى الإجراءات على أنها أداة أخرى في إطار عملية سياسية.

"سيناريو آل كابون"

وتقود المحامية روبرتا كابلان ثلاث دعاوى مدنية ضد ترمب، وترفض الامتناع عن تطبيق العدالة خشية تسبب ذلك بحالة احتقان في أوساط الناس، وتعتقد كابلان أن ملاحقته قضائيًا ستكون بمثابة إثبات لمبدأ أن لا أحد فوق القانون في الولايات المتحدة.

وتلفت إلى أن مخاطر عدم ترسيخ هذه المبادئ والتأكد من تحقيق العدالة، كبيرة للغاية على المدى البعيد.

بدورها، ترى أستاذة القانون في جامعة "ذي سيتي" في نيويورك، غلوريا براون-مارشال، أن رؤية ترمب في قفص الاتهام ستشّكل "الخاتمة المنطقية للغاية" لعهده الرئاسي.

وتتوقع لترمب "سيناريو آل كابون"، وتشير بذلك إلى إدانة محاكمة زعيم العصابات الأسطوري في عشرينيات القرن الماضي بتهمة التهرّب الضريبي، بدلًا من الجرائم الأخطر التي ارتكبها.

وتستبعد براون-مارشال بأن تتم محاكمة أو إصدار حكم بحق الرئيس السابق. حتى وإن وجهت له اتهامات رسمية قبل انقضاء ولاية فانس في أكتوبر/ تشرين الأول.

وتنوّه إلى أنه مع استعداد الملايين من أنصاره لتمويل الدفاع عنه، قد يشن ترمب هجومًا مضادًا برفع دعاوى قضائية، ما قد يؤدي إلى مماطلة القضايا لسنوات.

وبالتالي، سيكون على المدعين المنتخبين الذين يعتمدون على أموال دافعي الضرائب أن يجمعوا مبالغ ضخمة من أجل توجيه تهم رسمية إليه، وهو ما لن يرغبوا بالقيام به.

ويتوقع المدعي السابق وأستاذ القانون لدى جامعة "بايس" أن يوجه فانس اتهامات للرئيس السابق، لكنه يشير إلى أن الأمر سيكون "أشبه بسيرك" في حال واجه ترمب هيئة محلّفين.

المصادر:
ا ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close