الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مواجهات واحتجاجات في العراق.. هل أصبح التصعيد هو الخيار الأخير؟

مواجهات واحتجاجات في العراق.. هل أصبح التصعيد هو الخيار الأخير؟

شارك القصة

تشعر القوى الخاسرة في الانتخابات أن موقعها الجديد بعد تشكيل الحكومة سيكون في المعارضة، لذا قررت خلط الأوراق عبر التظاهرات في الشارع.

شهدت العاصمة العراقية بغداد مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات.

وأسفرت هذه التظاهرات عن سقوط عدد كبير من الإصابات من الطرفين، وذلك بعد أن هددت اللجنة التحضيرية للتظاهرات باللجوء إلى التصعيد في المرحلة المقبلة، في حال الإبقاء على النتائج المعلنة.

حكومة "أغلبية وطنية"

تعيش إذًا بغداد جمعة "الفرصة الأخيرة"، حسب وصف اللجنة التحضيرية، حيث تشهد العاصمة العراقية مسرحًا للمواجهات في الشارع.

ويريد المتظاهرون اقتحام المنطقة الخضراء لما لها من رمزية، وسط تهديدات بالتصعيد، فالانتخابات جرت بما لا تشتهي سفن القوى السياسية التي كانت تتصدر المشهد السياسي.

وتتحدث هذه القوى عن مؤامرة لإقصائها، رغم أن الفرز اليدوي للنتائج جاء مطابقًا للفرز الإلكتروني، حسب المفوضية العليا للانتخابات.

ووسط هذا التوتر، يدعو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المحافظة على سلمية التظاهر، ويتحدث عن تشكيل حكومة "أغلبية وطنية".

وقد بدأ الصدر مشاوراته لتشكيل الحكومة المقبلة، وفي جعبته أكثر من 70 مقعدًا برلمانيًا، بعد أن توجّه للقاء رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي، والحزب الديمقراطي الكردي.

من هنا، تشعر القوى الخاسرة في الانتخابات أن موقعها الجديد بعد تشكيل الحكومة سيكون في المعارضة، لذا تريد خلط الأوراق.

لا أفق للتهدئة

في هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة إياد العنبر أن "العراق يعيش اليوم تطورين أساسيين؛ الأول هو البدء في مفاوضات تشكيل الحكومة، والثاني هو التظاهرات في الشارع مع اقتراب إعلان النتائج النهائية للانتخابات".

ويعتبر العنبر، في حديث إلى "العربي" من بغداد، أنه "في ضوء هذه المتغيرات، اتخذت بعض القوى السياسية قرارها بالتصعيد".

ويلفت العنبر إلى أن "التصعيد يبدو أنه غير متفق عليه من قبل جميع أعضاء الإطار التنسيقي للتظاهرات".

ويشير إلى أن "ما حصل هو تصعيد عالٍ، والأجواء تبدو محتدمة جدًا، من دون وجود أفق للتهدئة".

لا وجود للرؤية السياسية

من جهته، يعتبر الكاتب الصحافي مجاشع محمد علي أن "بعض الأحزاب في العراق لم تستطع التكيّف مع نتائج الانتخابات".

ويشير، في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن "الأحزاب المنضوية تحت الحشد الشعبي لم تتقاسم الأدوار كما يجب في الانتخابات، ما أوصلها إلى الخسارة التي كانت متوقعة من قبل الجميع".

ويقول: "إن قيادات هذه الأحزاب هي جهادية بشكل عام، دون وجود رؤية سياسية وقانونية للعمل".

ويضيف: "نلاحظ أن مقتدى الصدر كان منظمًا، وكان يعرف جيدًا كيف يرتب نفسه قبيل الانتخابات ليحصل على النجاح الكبير".

قرار بالتصعيد

بدوره، يقول الباحث السياسي هيثم الخزعلي: "كانت نتائج الأشرطة، التي تظهر صورًا عن أوراق الاقتراع، والتي منحت للمرشحين من قبل المفوضية، مختلفة عن نتائج الانتخابات".

ويشير الخزعلي، في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن "الفقرة 38 من قانون الانتخاب نصت على أن تسلم المفوضية صورة لكل بطاقة دخلت الصندوق، وهذا لم يحصل حتى اللحظة، وبالتالي منعوا المرشحين من الحصول على أدلة للتزوير".

ويلفت إلى أن "بعض الصناديق تم التصويت فيها بعد انتهاء مدة الاقتراع، إضافة إلى خروقات كثيرة حصلت في الانتخابات".

ويقول: "التصعيد اليوم جاء من قبل الحكومة وليس من قبل المتظاهرين، وكان هناك قرار من الحكومة العراقية بإنهاء الاعتصام قبل صدور نتائج الانتخابات النهائية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close