بعد أسابيع من الأزمة التي نشبت بين لبنان ودول الخليج على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، أعلن الأخير استقالته من الحكومة قائلا إنها "خدمة لبلدي لبنان".
وقال قرداحي، في مؤتمر صحفي: "لا أقبل بأن أُستخدم سببًا لأذيّة لبنان واللبنانيين في السعودية ودول الخليج، فمصلحة بلدي وأهلي هي فوق مصلحتي الشخصية، لذلك قررت التخلي عن منصبي الوزاري".
ولفت قرداحي إلى أن الحملة التي طالته عبر نشر تصريحاته "أزعجته" لأنها "تسببت بحال من القلق لدى اللبنانيين في الخليج الذي خافوا على أعمالهم ومصالحهم".
وربط قرداحي بين زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخليجية واستقالته، لافتًا إلى أن "الفرنسيين أبدوا رغبتهم بتقديم استقالتي قبل جولة ماكرون ليتمكن من الوساطة".
وتابع قائلًا: "حرب اليمن التي تسببت لنا بكل هذه الأزمة لن تستمر إلى الأبد وسيأتي يوم يجلس فيه المتحاربون على الطاولة ويوقعون سلام الشجعان، وعندها أرجو أن يتذكروا أنّ هناك رجلًا في لبنان طلب بوقف الحرب محبة باليمن وأهل اليمن ومحبة للسعودية وأهل السعودية، ومحبة للإمارات وأهل الإمارات، ومحبة لكل العرب".
#مباشر | مؤتمر صحافي لوزير الإعلام اللبناني #جورج_قرداحي https://t.co/WaIlJLrdk7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 3, 2021
أزمة تصريحات قرداحي
وطُرحت استقالة قرداحي منذ أسابيع ومن المتوقع أن تساعد في حل أزمة سياسية ودبلوماسية أصابت الحكومة اللبنانية بالشلل منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
ويتزامن هذا القرار مع زيارة خليجية يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قاد الجهود الدولية لمساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها على الإطلاق.
بدأ ماكرون جولته التي تستغرق يومين من الإمارات على أن يزور بعدها قطر التي زارها ميشال عون مؤخرًا والمملكة العربية السعودية.
وانتقد قرداحي التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن خلال مقابلة سُجلت قبل أن يُعين وزيرًا، لكنها بثت على التلفزيون اللبناني بعد ذلك.
وأثارت تصريحاته غضب السعودية والكويت والبحرين والإمارات التي ردت باستدعاء سفرائها من بيروت.
ومثلت هذه الخطوة ضربة للبنان الذي تشكلت حكومته في سبتمبر/ أيلول بعد 13 شهرًا من الانتظار، وكان يُنتظر منها أن تقوم بإصلاحات كبيرة لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مدمرة.
أما موقف حزب الله الذي كان رافضًا لأي ضغط على قرداحي أو إقالة له، فقد عبّر عنه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في مقابلة خاصة مع "العربي"، حيث أكد تأييد كل قرار يتخذه الوزير قرداحي.
وأشار قاسم إلى أن التوصّل إلى حل مقبول لدى الأطراف جميعًا سيمكن من استئناف عقد اجتماعات مجلس الوزراء الذي تعطّل.