تجمّع عشرات الطلاب في العاصمة الجزائرية -الثلاثاء- وسط انتشار أعداد كبيرة من قوات الشرطة، غداة تنظيم تظاهرات هي الأكبر منذ مارس/ آذار الماضي بمناسبة الذكرى الثانية للحراك الشعبي.
وردد المحتجون شعارات "دولة مدنية مش عسكرية" و"الشعب يريد الاستقلال"، وساروا في وسط العاصمة ملوحين بالأعلام الجزائرية.
فيما حضرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة منذ الصباح الباكر ونُشرت الشاحنات العسكرية بالساحات الرئيسية ووسط المدينة خاصة ساحة الشهداء حيث اعتاد الطلاب أن ينطلقوا في مسيرتهم كل ثلاثاء مند بداية الحراك في 22 شباط/فبراير.
ويأمل بعض المحتجين في إحياء الاحتجاجات التي كانوا ينظمونها مرتين أسبوعيًا في شوارع المدن الجزائرية بداية من فبراير شباط 2019 وعلى مدى أكثر من عام، والتي عادة ما كانت تجتذب عشرات الآلاف من المواطنين إلى أن بدأت جائحة كورونا.
ما أهم إنجازات #الحراك_الشعبي في #الجزائر منذ انطلاقته حتى اليوم؟#للخبر_بقية @WaelTamimi pic.twitter.com/fouQ8aqjov
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 23, 2021
بيد أن محتجين آخرين قالوا إن المسيرة رمزية أكثر من كونها عودة إلى المظاهرات المنتظمة أو إنهم ليسوا متأكدين مما إذا كانوا سيواصلون الاحتجاجات في ظل عدم وجود قيادة واضحة للمعارضة.
كما تخطّى بعض الشبان الطوق الأمني وساروا في مجموعات صغيرة نحو جامعة الجزائر1، لكن الشرطة منعتهم واعتقلت أحدهم بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرنس برس.
وبحسب اللجنة الوطنية للافراج عن المعتقلين، فقد أوقفت الشرطة ثلاثة طلاب وخمسة نشطاء من الحراك.
"لسنا هنا للاحتفال"
وفي سياق متّصل، شارك آلاف المتظاهرين يوم الإثنين في أكبر مسيرة تشهدها العاصمة الجزائرية منذ مارس/ آذار الماضي، بينما خرجت تظاهرات في عدة مدن أخرى بمناسبة الذكرى الثانية للحراك الشعبي ضد النظام.
وهتف المحتجون "لسنا هنا للاحتفال، نحن هنا للمطالبة برحيلكم"، في إشارة إلى الحكومة التي يعدونها لا تختلف كثيرًا عن نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد طيلة عقدين.
وكان الطلاب قد دعوا زملاءهم للعودة إلى مسيرات الثلاثاء الأسبوعية التي توقفت في مارس بسبب انتشار فيروس كورونا.
مواقع التواصل الاجتماعي
وترافقت المسيرات مع "حملات إلكترونية" اجتاحت مواقع التواصل تزامنًا معها؛ حيث احتلت بعض الوسوم الخاصة بالاحتجاجات قائمة الأكثر تداولاً على تويتر.
ومن بين هذه الوسوم "#خارجين_22_فيفري" وهي دعوة للخروج إلى التظاهر أمس الإثنين 22 من فبراير/ شباط، و"#الحراك_مستمر"، وهاشتاغ "#الحراك_الشعبي".
وتناقل الناشطون على هذه الهاشتاغات صورا وفيديوهات من التحركات يومي الإثنين والثلاثاء.
RDV quotidien à 14:00 pour maintenir la flamme du #Hirak durant la pandémie et pour exiger la libération immediate et sans conditions des détenus de l'opinion #ما_تسكتوناش #يتنحاو_ڤاع #الحراك_مستمر #الحرية_لمعتقلي_الرأي #حراكنا_ثورة_لتغيير_شاملpic.twitter.com/Edgl1bTGj8
— Riad Kaced (@riadkaced) February 23, 2021
حراك عام 2019
يُذكر أن احتجاجات عام 2019 دفعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتنحي عن السلطة بعد عقدين من توليه المنصب، فيما تمّ سجن العديد من الشخصيات القيادية على خلفية قضايا تتعلّق بالفساد، ولا يزال عدد كبير من المتظاهرين اليوم يطالبون بتغيير أشمل.
الكاتب الصحفي عثمان لحياني: الثورة في #الجزائر ما زالت في منتصف الطريق فهي لم تحقق بعد كامل أهدافها واستحقاقاتها السياسية #الحراك_الشعبي#للخبر_بقية @WaelTamimi pic.twitter.com/ebnUUpfOKw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 23, 2021
وكانت المطالب الرئيسية لحملة الاحتجاجات -غير المنظمة التي لا قائد لها وتعرف بالحراك- هي الإطاحة بالنخبة الحاكمة من الحرس القديم في الجزائر، ووضع حد للفساد وانسحاب الجيش من السياسة.
وبعد الإطاحة ببوتفليقة، أجرت السلطات انتخابات رئاسية اعتبرها أنصار الحراك صورية، وفاز بها عبد المجيد تبون في ديسمبر كانون الأول 2019.