للمرة الثالثة على التوالي، فشل البرلمان اللبناني اليوم الخميس في انتخاب رئيس جديد، خلفًا للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مما يجعل البلاد أقرب إلى شبح حدوث فراغ في الكرسي الرئاسي.
وحضر 119 برلمانيًا من أصل 128 نائبًا الجلسة العامة لمدة نصف ساعة اليوم الخميس. وتتطلب قواعد الانتخابات نصابًا بثلثي أعضاء البرلمان المنقسم سياسيًا، مما يعني أنه لا يمكن لأي حزب أو تحالف أن يفرض خياره.
وأظهر فرز بطاقات التصويت وجود 55 ورقة بيضاء و17 ورقة كتب عليها "لبنان الجديد"، بينما حصل السياسي ميشال معوض على دعم 42 مقابل صوت واحد لميلاد بوملهب، وحملت الأصوات الباقية شعارات سياسية كان من بينها "دكتاتور عادل".
وحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة القادمة في 24 أكتوبر/ تشرين الأول. وسبق أن شغر منصب الرئيس عدة مرات منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وتوقعًا لفراغ آخر، كثف السياسيون جهودهم للاتفاق على حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس حكومة تصريف الأعمال، إذ يمكن أن تنتقل السلطات الرئاسية إلى الحكومة الجديدة.
وفي 13 من الشهر الجاري، أرجأ بري الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للبلاد إلى اليوم الخميس لعدم اكتمال النصاب. وسبق أن أخفق البرلمان، يوم 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، في انتخاب رئيس للجمهورية خلال جلسة حضرها 122 نائبًا.
وتدوم فترة ولاية الرئيس 6 سنوات غير قابلة للتجديد، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته الأولى.
التواصل مقطوع
وقالت مراسلة "العربي": إن بري أقر في حديث صحافي اليوم الخميس، بأن خطوط التواصل بين الفرقاء السياسيين لطرح اسم توافقي في جلسات انتخاب رئيس جديد لا تزال مقطوعة بالكامل.
وبحسب المعلومات، فإن رئيس البرلمان سيدعو في ختام الجلسة المقبلة إلى جلسة جديدة في اليوم التالي، لكن يتوقع ألا تؤدي هذه الجلسات إلى انتخاب رئيس للبلاد.
وأكدت مراسلة "العربي" في بيروت أن مسألة إقناع النواب المستقلين وقوى التغيير الممتنعة عن التصويت، بإعطاء أصواتهم لمعوض- الذي حصل على المزيد من الأصوات اليوم الخميس (42) مقابل (36) في الجلسة الماضية- غير محسومة بعد.