تنتشر رائحة الموت في كل مكان من قطاع غزة حيث تقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي كل شيء دون تردد، وتتصاعد وتيرة الموت.
ويفجع الغزيون هناك بغمضة عين باستشهاد أحبائهم، وبفعل القصف المتواصل، يُمنعون من الوصول إلى المقابر الرئيسية في القطاع لدفنهم، فتتحول الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وحتى صالات الأفراح والأسواق أيضًا إلى مقابر جماعية عشوائية تضم جثث مئات الشهداء.
ويشير رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده إلى إقامة أكثر من مئة وعشرين مقبرة جماعية عشوائية في محافظات غزة لدفن شهداء العدوان على القطاع، بعد عجزهم عن الوصول إلى المقابر الموجودة.
ومن هؤلاء الشهداء سبعة أطفال خدج، دفنوا في مقبرة جماعية عند ساحات مستشفى الشفاء، نتيجة الحصار والقصف المستمر، وتحلل جثثهم داخل المستشفى، بسبب رفض إخراجها وفق تصريح سابق لمدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع منير البرش.
ودفع اكتظاظ المقابر ومخاطر الوصول إليها لتشييع الشهداء جراء القصف الإسرائيلي المتواصل الغزيين لحفر قبور خلسة في إحدى ساحات سوق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة حيث دفنت أكثر من مئة جثة تحللت في مستشفى كمال عدوان المحاصر.
"غزة في حمّام من الدماء"
وقد انتشرت الكثير من تلك المشاهد على مواقع التواصل.
وفي تعليق على ما آل اليه الحال في غزة من انتشار المقابر الجماعية، طالب المحلل السياسي محمد أسعد، بإنقاذ غزة قبل أن تتحول إلى أكبر مقبرة جماعية في التاريخ. وقال: "إن المقابر في غزة لم يعد فيها مكان فتحولت ساحات المستشفيات والحدائق الأرضي الزراعية والبيوت المدمرة إلى مقابر جماعية، وإن بقي هذا الحال فسوف تتحول غزة الى أكبر مقبرة جماعية في التاريخ".
من جهته، قال عبد الله الهزاع: إن على الأمم المتحدة أن تخجل من وضعها، وتعلق الاحتفاء بيوم حقوق الإنسان هذا العام.
وأضاف: "كيف لا وشعب قطاع غزة الفلسطيني يسبح في حمّام من الدماء، مساكنهم ومستشفياتهم تحولت إلى مقابر جماعية للأطفال والنساء وكبار السن الذين عجزوا عن الفرار من فتك آلات حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي".
