لا تتوقف الجيوش الإلكترونية التابعة للاحتلال الإسرائيلي من اختراع فبركات عبر حسابات إلكترونية تشكك في مشاهد وصور القبور الجماعية التي صار يلجًا إليها أهالي قطاع غزة لدفن شهداء العدوان.
ومن تلك الحسابات من روّجت لصورتين تظهران مقابر جماعية. الصورة الأولى بالأبيض والأسود وقد كتب عليها "دعاية فلسطينية"، وهي زائفة كالعادة. فيما ظهرت الصورة الثانية من إحدى الدول الإفريقية.
ويمكن أن يرى المتابع حجم الفبركة وهو ينظر لتلك الصورة وهل هي الطريقة التي تدفن عبرها الشعوب الإفريقية موتاها.
حسابات إسرائيلية مفبركة
وتدّعي تلك الحسابات الإسرائيلية أن الصورة مفبركة. لكن يبدو أنهم لم يدركوا أن دفن شهداء قطاع غزة في مقابر جماعية عديدة موثقة بالصوت والصورة وليست صورة. وقد نقل "التلفزيون العربي" ونقلتها أيضًا عديد القنوات.
وكذلك نُقلت عبر مصورين صحافيين مهنيين مقاطع مصورة تظهر مقابر جماعية في مناطق متفرقة من القطاع في خانيونس وأمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة وفي غيرها من الأماكن.
وكانت السلطات الصحية في قطاع غزة قد بدأت في منتصف الشهر الماضي في دفن عدد من الشهداء في مقابر جماعية، مع تسجيل مئات الجثث مجهولة الهُوية.
وفي حين أعلنت مستشفيات القطاع عجز ثلاجاتها عن استيعاب الشهداء، يظل عدد كبير من الجثامين تحت الأنقاض؛ في كارثة إنسانية ماثلة.
هكذا لم يعد للجنازات الفردية ذكر في غزة حيث تفتح الأرض قبورها للجماعات وتسارع الخطى في موكب متواصل لإكرام مئات الشهداء بالدفن.