قلّل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في حديث مع شبكة إخبارية أميركية، من أهمية الهجوم الذي نُسب إلى إسرائيل أمس الجمعة واستهدف وسط إيران.
فقد قارن عبد اللهيان الهجوم المزعوم بلعبة أطفال، مؤكدًا أنّ بلاده لن تنفذ هجومًا انتقاميًا ما لم يتمّ استهداف "مصالح" طهران.
ويأتي ذلك، في وقت نقلت فيه طهران وتل أبيب المواجهة من الظل إلى العلن بهجمات متبادلة بالمسيرات أو الطائرات الحربية دون مواربة، في منطق "الهجوم وردّ الهجوم".
"طائرات كلعب الأطفال"
في التفاصيل، فقد صرّح أمير عبد اللهيان في مقابلة أجراها أمس الجمعة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، إنّ "ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجومًا".
وأضاف أنّ الأمر كان عبارة عن "طائرتين أو ثلاث طائرات من دون طيار، تلك التي يلعب بها الأطفال في إيران"، وتابع مشدّدًا أنه "طالما أنّه لا توجد مغامرة جديدة (هجوم عسكري) من قبل النظام الإسرائيلي ضدّ مصالح إيران، فلن نرد".
وكان الإيرانيون قد استفاقوا فجر أمس لا سيما في مدينة تبريز شمال غربي البلاد، على تصدي منظومات الدفاع الجوي لطائرات مسيرة انتحارية في أجواء محافظة أصفهان دون الإضرار بالمنشآت الموجودة هناك.
وأكّد مسؤولون إيرانيون أن الأصوات التي سمعت بالقرب من قاعدة عسكرية في محافظة أصفهان ليست انفجارات جراء هجمات، بل هي لتصدي نظام الدفاع الجوي الإيراني ونجاحه في إسقاط "عدّة" مسيّرات.
كما لفت القادة الأمنيون في طهران إلى أنه لم تقع أي حادثة أو أضرار، مطمئنين الإيرانيين إلى أنه "ليس هناك ما يدعو للقلق".
صمت إسرائيلي وتروٍ غربي
وكانت وسائل إعلام إعلام أميركية قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل تقف خلف الضربة التي شنّت على إيران، وذلك ردًا على الهجوم الإيراني غير المسبوق الذي استهدفها في 13 أبريل/ نيسان.
وفي مقابل الرواية الرسمية الإيرانية ساد صمت رسمي إسرائيلي عن كل ما حصل، خرق بتقارير تحدثت عن رواية مغايرة قالت إن الطائرات الإسرائيلية أطلقت 3 صواريخ من خارج إيران في ضربة محدودة هدفها إرسال إشارة بأن لديها القدرات دون الحاجة للتصعيد.
وسارع المجتمع الدولي إلى الدعوة إلى الهدوء في أعقاب الهجوم على أصفهان التي تضم منشأة نتنز النووية المختصة بتخصيب اليورانيوم، في ظلّ المخاوف من التوترات المتصاعدة على خلفية الحرب في قطاع غزة التي بدأت قبل أكثر من ستة أشهر.
في هذا السياق، تناقلت تقارير غربية أن أطرافًا إقليمية ترى أن انضباط الخطاب السياسي هو مقرون برغبة عدم التصعيد.
فيما قابلت الولايات المتحدة ما جرى بنفي مشاركتها في الهجوم، مع تأكيدها على التزامها بأمن إسرائيل.