أعلنت وكالة الطاقة الدولية، أن أوروبا تواجه مخاطر غير مسبوقة بشأن إمداداتها من الغاز الطبيعي خلال الشتاء المقبل، بعد قطع الغاز الروسي.
وأفادت الوكالة في تقريرها الفصلي عن الغاز، بأن الحال قد تنتهي بالتنافس مع آسيا على الغاز السائل النادر والمكلف، الذي يأتي بواسطة سفن، مضيفةً أن دول الاتحاد الأوروبي ستحتاج إلى تقليل الاستخدام بنسبة 13% خلال الشتاء.
رفع أسعار الغاز المسال
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد صرح اليوم الإثنين، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة رفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال ومبيعاته عقب حوادث تسرب الغاز في خط أنابيب "نورد ستريم".
يأتي ذلك بعد أن اكتُشفت أربع حالات تسرب غاز في الأيام الماضية بخطّي أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق في المياه الدنماركية والسويدية.
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وحلفائها متهمًا إياهم بتفجير خطّي الأنابيب، وهو اتهام نفاه البيت الأبيض.
في هذا السياق قال بيسكوف: "يوجد طرف من شأنه، في ظل تعطل خطوط أنابيب الغاز هذه، أن يستطيع بيع المزيد من الغاز الطبيعي المسال بسعر أعلى. وهذا الطرف معروف، إنه الولايات المتحدة".
وقال مسؤول روسي كبير أمس الأحد، إنه كان من الممكن تقنيًا إصلاح خطّي أنابيب غاز نورد ستريم، ولكن بيسكوف أشار اليوم الإثنين إلى أنهم في حاجة إلى إجراء تقييمات في قاع البحر أولًا.
برلين مستعدة للشتاء
ومن برلين، يشرح مراسل "العربي" مكسيم عيسى أن الاتحاد الأوروبي كان قد وضع خططًا لتقليل استهلاك الغاز في القارة العجوز بنسبة تصل إلى 15%، حيث دخلت حيز التنفيذ منذ أغسطس/ آب الفائت.
وعن الغاز المسال، يشير عيسى إلى أن ألمانيا تخزن هذه المادة بنسبة تفوق الـ 91% ما سيكفيها حتى نهاية الربيع القادم، وبالتالي تجاوز الشتاء من دون الغاز الروسي.
بالتوازي، تحصل ألمانيا على شحنات من الهيدروجين الأخضر من عدد من البلدان المصدرة، وأبرمت عقودًا جديدة مع النرويج وبلجيكا وهولندا.
تقشف في باريس
ومن العاصمة الفرنسية، يوضح مراسل "العربي" محمد الحاجي أن الوضع لا يختلف كثيرًا لناحية قيام السلطات بترشيد استهلاك الكهرباء في المقرات الرسمية والشركات، إلى جانب "التثقيف الطاقوي" لحث المواطنين على تقليل نسبة الحرارة داخل البيوت وترشيد الاستهلاك الفردي.
ونقل الحاجي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى زيارة اليوم إلى برلين للحديث مع المستشار الألماني أولاف شولتز حول هذه الأزمة التي تعصف بالقارة.
وكما هي الحال في ألمانيا، خزنت فرنسا الغاز بنسبة 94% وهو أمر من شأنه أن يكفي احتياجات البلد من الطاقة حتى شهر أبريل/ نيسان المقبل، ويتابع مراسل "العربي" أن "ليس هناك من هلع في فرنسا كما تحاول روسيا إظهاره وستتجاوز هذا الشتاء بأمان وفق وسائل الإعلام الفرنسية".
خصخصة الكهرباء في سويسرا
ومن جنيف، يؤكد مراسل "العربي" أن الأمور أفضل حالًا في الوقت الراهن بسبب اعتماد سويسرا الكبير على الطاقة الكهرومائية، إنما الوضع قد يختلف قليلًا خلال الشتاء بحيث تعاني دائمًا من نقص قد يصل إلى 40% في إمدادات الكهرباء ما يفرض عليها استيراد الطاقة من الدول المجاورة.
وقد استعدت سويسرا بدورها للشتاء من خلال ملء خزانات الغاز في المناطق التي قد تحتاج إلى غاز، فيما تبقى التوقعات تدل على ارتفاع أسعار الكهرباء بشكل متفاوت بين منطقة وأخرى نتيجة تخصيص قطاع الطاقة في الكثير من المناطق.