تراوح مساعي تأليف الحكومة اللبنانية مكانها مع شد حبال بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي حول الحقائب الوزارية، لا سيما وزارة الطاقة التي يصرّ عون على بقائها من حصته أو استبدالها بوزارة الداخلية، وهو ما يرفضه ميقاتي حيث منح الطاقة لشخصية سنية، وفق وسائل إعلام لبنانية.
وقدّم الرئيس المكلف تشكيلة حكومية لعون الأسبوع الماضي، مكتفيًا بتبديل بعض الوزراء في الحكومة السابقة.
ويحتاج لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت، للقيام بالإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي لانتشاله من الأزمة الاقتصادية، فضلاً عن ضرورة مواكبة قضية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
فترة "اشتباك" طويلة
واستبعدت الكاتبة الصحفية دنيز عطالله تشكيل حكومة جديدة في المدى القريب، خاصة أن عون يعيش أشهره الأخيرة من عهده في القصر الرئاسي مع قرب انتهاء ولايته، وبالتالي لن يقدّم أي فريق سياسي له حكومة على "طبق من فضة" يكون له فيها حصة وازنة.
واعتبرت عطالله في تصريح لـ "العربي" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يتصارع أيضًا مع الرئيس عون في معضلة التأليف، مؤكدة أنه لن يكون هناك حكومة وفق متطلبات رئيس الجمهورية، وبالتالي فإن مرحلة "عض الأصابع" والاشتباك ستطول.
ويُحكى في الكواليس، وفق عطالله، عن إمكانية عقد اجتماع طارئ للحكومة تحت "بند الضرورة"، إذا طال تشكيل الحكومة أكثر.
وأكدت أن الفشل بتشكيل حكومة سيزيد من إفقار المواطنين وسيضغط على مؤسسات الدولة وسيعمّق الانهيار الذي يعاني منه لبنان في الأساس.