وجد باحثون أميركيون أن شرب المزيد من الماء "قد يبطئ من الشيخوخة" وشجعوا الناس على ضمان شرب ثمانية أكواب موصى بها في اليوم.
وبحسب صحيفة" ديلي ميل"، فقد تتبعت الدراسة التي أجريت على أكثر من 11000 شخص فوق الثلاثين من العمر مستويات الصوديوم في الدم، والتي تزداد عند شرب كمية أقل من السوائل.
دور مستويات الصوديوم
ووجدوا أن البالغين الذين لديهم مستويات أعلى من الصوديوم كانوا أكثر عرضة بنسبة 64% للإصابة بأمراض مزمنة مثل قصور القلب والسكتة الدماغية مقارنة بأولئك الذين يعانون من المستويات المتوسطة.
وقالوا إن البالغين الذين لديهم مستويات أعلى كانوا أكثر عرضة للوفاة في سن أصغر.
واقترح الباحثون أن تقليل الماء يؤدي إلى تلف الحمض النووي والالتهابات، مما يؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة.
وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، الدكتورة ناتاليا دميتريفا، الباحثة في المعاهد الوطنية للصحة: "إن النتائج تشير إلى أن الترطيب المناسب قد يبطئ الشيخوخة ويطيل حياة خالية من الأمراض".
السوائل تجنب الجفاف
وقالت إن معظم الناس يمكنهم زيادة تناول السوائل بأمان لتلبية المستويات الموصى بها ويمكن تناول الماء أو الاستيعاض عنه بالسوائل الأخرى مثل العصائر أو الخضار والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
ولم تحدد الدراسة كمية الماء اللازمة بالضبط لإبطاء آثار الشيخوخة. لكن يُشاع أن شرب 8 أكواب من الماء يوميًا هو المقياس الضروري للكمية الكافية منه بهدف الحفاظ على الصحة، رغم عدم وجود أي مراجع طبية توصي بهذه الكمية تحديدًا، بحيث أن لكل شخص احتياجات مختلفة.
ويسبب الجفاف مجموعة متنوعة من المشاكل قصيرة المدى بما في ذلك الدوخة والتعب والصداع.
ويساعد الماء الجسم في الحفاظ على درجة حرارة طبيعية، ومرونة المفاصل، وحماية الحبل الشوكي والأنسجة الحساسة الأخرى، والتخلّص من الفضلات.
أضرار الإفراط في شرب الماء
لكن الأطباء والمختصين يحذرون من الإفراط في شرب الماء، بسبب مخاطر الإصابة بالتسمم المائي ونقص صوديوم الدم ما قد يؤدي إلى الوفاة.
وبحسب موقع "ويب ميد"، فإن شرب كثيرٍ من الماء قد يؤدي إلى التسمم أو اضطراب وظائف المخّ جراء حصول انتفاخٍ في الخلايا، يرافقه دوارٌ وصداع.
كذلك قد يؤدي إلى ارتفاعٍ في ضغط الدم، والتأثير على مادة الصوديوم ما قد يؤدي إلى نوبات صرعٍ أو الدخول في غيبوبة في بعض الحالات.
وبحسب الخبراء فإن شرب الماء يعتمد على جنس الإنسان ووزنه وعمره في ظل الاعتماد على مراجع طبية للوقوف على الحالة الصحية عامةً من خلال الفحوص الدورية.
وكانت مختصة التغذية العلاجية والحميات ربى العباسي قد أوضحت في حديث سابق إلى "العربي" من عمان، أنه لا توجد قاعدة واحدة لشرب الماء في جميع الفصول والأوقات والظروف، ولا سيما وأن كل شخص له احتياجاته الخاصة التي تختلف عن الآخر، حتى الشخص نفسه قد تختلف احتياجاته من وقت لآخر.
وأوضحت العباسي قاعدة عامة تستخدم وتعدل أحيانًا، وهي "ضرب وزن الجسم بـ 30، فعلى سبيل المثال امرأة وزنها 60 كيلوغراما نضرب هذا الرقم بـ30، فتكون النتيجة 1800، أي يحتاج جسمها لـ1.8 ليتر من الماء".
ولفتت العباسي إلى أن لكل جسم قدرته المحدودة على التخلص من السوائل عن طريق الجهاز الكلوي، فهذه القدرة غير مفتوحة، أي في حال الإفراط بشرب الماء فلن تستطيع الكلى التخلص من الكمية الزائدة بطريقة مباشرة وسليمة. ويتسبب ذلك باحتباس الماء بين أنسجة الجسم، ما يؤثّر على التوازن بين حركة الأملاح والمعادن وأهمها ملح الصوديوم.