لم تصل المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا إلى نتائج ملموسة بعد؛ إذ يؤكد المجتمعون حاجتهم إلى مزيد من الوقت لترتيب بعض التفاهمات.
ولا تنتظر إيران الكثير من الجولتين الحالية والمقبلة على صعيد التوصّل إلى اتفاق نهائي، وهو ما جاء على لسان رئيس الوفد الإيراني المشارك في المباحثات عباس عراقجي.
وأوضح عراقجي في تصريح له، أمس الإثنين، أنه في حال أرادت الأطراف المشاركة في المباحثات التوصل إلى اتفاق فعليها اتخاذ "قرارات صعبة".
وشدد عراقجي على أن بلاده لن تقبل تكرار أخطاء الاتفاق النووي السابق، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع الوصول إلى نتائج للمباحثات في هذه الجولة، أو في الجولة التي تليها.
رفع مستوى التخصيب
وتتريث طهران في اتخاذ موقف نهائي من المباحثات في فيينا؛ فالأعين داخلها وخارجها تتوجه نحو الشخصية التي ستقطف ثمار المباحثات الحالية، في انتظار الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة المقبل.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداد بلاده للعودة إلى التزامات الاتفاق النووي، شرط عودة جميع الأطراف لالتزاماتهم.
وأوضح روحاني أن بلاده وصلت إلى مستوى تخصيب بنسبة 63% لأول مرة في تاريخها.
وأضاف: إذا اقتضت الحاجة يومًا، "فسنقوم بالتخصيب بنسبة أعلى في اليوم نفسه".
ولفت روحاني إلى أن عملية التخصيب هي لتلبية حاجة بلاده في قطاعات الطب والصناعة والطاقة وغيرها.
لم تصل إلى طريق مسدود
ورغم اقتراب المفاوضات من جولتها السابعة، إلا أن طهران لا ترى أن المباحثات قد وصلت إلى طريق مسدود.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة على أن الوقت يضيق أمام المباحثات النووية لبحث القضايا المتبقية، مؤكدًا ضرورة اتخاذ قرارات سياسية بشأن هذه القضايا في العواصم المعنية، من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وفيما يتعلق بالمهلة التي منحتها طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في موضوع مراقبة النشاط النووي، أعرب خطيب زادة عن أمله بالوصول إلى نتيجة للمباحثات النووية قبل مهلة الشهر.
خدمة المصالح الوطنية
في هذا السياق، يرى المتحدث السابق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا أصفي، أن بلاده أكدت رغبتها في إحياء الاتفاق النووي.
ويضيف أصفي، في حديث إلى "العربي" من طهران: أثبتت إيران في الفترة الماضية "التزامها" بالاتفاق النووي الأساسي بشهادة جميع الأطراف، إلا أن أميركا هي من خرجت من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وبالتالي يقع اللوم على واشنطن في هذه الأزمة.
ويلفت أصفي إلى أن أميركا "لم تلتزم يومًا باتفاق مع إيران منذ الثورة الإسلامية".
ويشدد على أنه يجب مناقشة كافة أوجه الاتفاق الجديد "لنتأكد من أنها تخدم مصالحنا الوطنية"، مضيفًا: لسنا على عجلة، وهذا لا يعني أننا لا نريد الاتفاق، بل نريد مناقشة كافة جوانبه.
رفض إسرائيلي للاتفاق
ولم يتغيّر الموقف الإسرائيلي من الاتفاق النووي مع تغيّر الحكومة في البلاد؛ إذ أكد رئيس الحكومة الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت ما كان يردده سلفه بنيامين نتنياهو.
وأكد بينيت خلال خطاب القسم أمام الحكومة الجديدة أن إعادة إحياء الاتفاق النووي خطأ.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن إدارة الرئيس جو بايدن تنوي الانخراط سريعًا في مباحثات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة لبحث الملف النووي.
ويرى مراسل "العربي" في واشنطن عماد الرواشدة أن تعامل بايدن مع بينيت يختلف عن التعامل مع نتنياهو، إذ إنه بعث رسالة تهنئة بعد ساعتين من نيل الحكومة الجديدة الثقة، في حين أن تواصله مع نتنياهو احتاج إلى 4 أشهر منذ وصول الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض.
ويلفت المراسل إلى أن بايدن لا يعرف بينيت جيدًا، لكن هناك توقّعات بأن يكون التواصل صعبًا بسبب مواقف رئيس الحكومة الجديد حيال بعض المسائل الحساسة كالاتفاق النووي وحل الدولتين في فلسطين.
ويضيف: تعوّل أميركا على رئيس الحكومة المناوب يائير لابيد وفترة رئاسته للحكومة عام 2023، نظرًا لانتمائه إلى التيار الوسطي في إسرائيل.