أعلنت الحكومة الإسرائيلية اليوم الإثنين أنها ستوقف العمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة المحاصر، الذي يتعرض لعدوان خلف أكثر من 32 ألف شهيد فيما يعاني السكان من نقص المساعدات.
وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال ديفيد مينسر للصحفيين: "الأونروا جزء من المشكلة، سوف نتوقف الآن عن العمل معهم. نحن نعمل على الوقف التدريجي للاعتماد على الأونروا لأنهم يمددون أمد الصراع بدلًا من محاولة تخفيفه"، وفق زعمه.
وسبق أن جمدت دول في مقدمتها الولايات المتحدة، تمويلها للأونروا؛ استجابة لمزاعم إسرائيلية بأن موظفين في الوكالة شاركوا في هجمات حركة "حماس" على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تراجع عدد من الدول بعد نحو شهرين.
وقد شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من العاصمة الأردنية اليوم الإثنين، على أن الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تتمثل بوقف إطلاق النار.
كما أعرب غوتيريش عن تمسكه بتقوية واستمرار عمل الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجددًا تحذيره من تداعيات أي اجتياح عسكري إسرائيلي لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
ويأتي ذلك رغم التحذيرات الإقليمية والدولية المتصاعدة بما فيها من واشنطن، من التداعيات الخطيرة لأية عملية عسكرية في رفح التي تضم قرابة 1.5 مليون نازح.
وكان غوتيريش وصل عمّان مساء أمس الأحد قادمًا من رفح جنوب قطاع غزة، في زيارة رسمية غير معلنة المدة.
الأمم المتحدة: حاجة شمال غزة للدعم هي الأشد إلحاحًا
في غضون ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن شمال قطاع غزة لم يتلق مساعدات غذائية خلال اليومين الماضيين، وإن الحاجة إلى الدعم الإنساني في المنطقة هي الأكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وأضاف مكتب "أوتشا" في منشور على منصة "إكس"، اليوم الإثنين، أن المساعدات الغذائية الحيوية لآلاف الأشخاص في شمال غزة خلال الـ 48 ساعة الماضية توقفت بسبب عدم إمكانية توفر وصول آمن إلى المنطقة.
وذكر المكتب الأممي أنه مع تزايد المجاعة في غزة، تضطر الأسر إلى البحث عن خيارات من أجل البقاء على قيد الحياة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، الذي تحاصره منذ 17 عاما؛ مما تسبب في أوضاع كارثية يعاني منها 2.3 مليون فلسطيني، أجبرت حوالي مليونين منهم على النزوح.
وأعلنت مصادر طبية، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 32,333، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بينما بلغت الإصابات 74,694، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقيد إسرائيل منتهكة القوانين الدولية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لا سيما عبر البر؛ ما أدى إلى شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود، وأوجد مجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية.
وتواجه إسرائيل اتهامات فلسطينية ودولية باستخدام "التجويع" سلاحًا في غزة، بما يرقى إلى مستوى "جريمة حرب"، وتدعوها الأمم المتحدة إلى فتح المعابر البرية لإغراق القطاع بمساعدات إنسانية قبل أن تلتهم المجاعة المزيد من سكانه.