فرضت ألمانيا، اليوم الجمعة، وصاية على الفرع الألماني لشركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"، مما يعطي الجهات التنظيمية الاتحادية في البلاد السيطرة على مصفاتها في شفيت، وهي مصدر رئيس للوقود في برلين.
كما اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده يجب أن تصبح "القوة المسلحة الأفضل تجهيزًا" في أوروبا، داعيًا إلى زيادة نفوذ الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتمثل الوصاية على شركة "روسنفت" أحدث خطوة من جانب ألمانيا لدعم صناعة الطاقة، التي تعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وشكلت الحرب الروسية على أوكرانيا منعطفًا في السياسة الدفاعية الألمانية، ودفعت برلين إلى إنشاء صندوق خاص بقيمة مئة مليار يورو لتجديد معدات الجيش وتحديث إستراتيجيته.
وصاية على "روسنفت"
وتحدّت شركة "روسنفت دويتشلاند"، التي كانت "روسنفت" تمتلك حصة الأغلبية فيها سابقًا، عزم ألمانيا إلغاء واردات النفط من روسيا بحلول نهاية العام بموجب العقوبات الأوروبية.
وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية في بيان: "بالوصاية، يتم التصدي للخطر الذي يهدد أمن إمدادات الطاقة، ووضع حجر أساس ضروري للحفاظ على موقع شفيت ومستقبله".
وبهذا تصبح الشركة، التي تمتلك نحو 12% من قدرة معالجة النفط بألمانيا، تحت وصاية الوكالة الاتحادية للشبكات، التي قالت إن المالك الأصلي لم يعد لديه سلطة إصدار تعليمات.
وهذا الأسبوع، أعلنت ألمانيا أنها ستكثف تقديم القروض لشركات الطاقة المعرضة لخطر الانهيار بسبب ارتفاع أسعار الغاز، بعدما قلصت روسيا الإمدادات لأوروبا ردًا على العقوبات الغربية.
وتتسلم مصفاة "شفيت"، وهي رابع أكبر مصفاة في ألمانيا والمورد لنحو 90% من وقود برلين، كل نفطها الخام من روسيا عبر خط أنابيب دروجبا منذ بنائها في الستينيات. كما تقدم المصفاة الإمدادات لبعض مناطق غربي بولندا.
وذكرت الوزارة أن خطوة الجمعة تضمنت حزمة لضمان إمكانية استقبال المصفاة النفط من طرق بديلة.
كما تعني الخطوة الألمانية استحواذ وكالة الشبكات على حصص "روسنفت دويتشلاند" بمصفاة في كارلسروه ومصفاة في فوبورج.
ولم يتضح بعد مَن الذي سيخلف "روسنفت" كمشغل لمصفاة "شفيت".
برلين تعزّز قدراتها الدفاعية
إلى ذلك، قال شولتس، في خطاب أمام ضباط في الجيش الألماني في برلين: "كوننا الأمة الأكثر تعدادًا سكانيًا والتي تتمتع بأكبر قوة اقتصادية والواقعة في وسط القارة، يجب أن يصبح جيشنا ركيزة الدفاع التقليدي في أوروبا، القوة المسلّحة الأفضل تجهيزًا في أوروبا".
وأكد المستشار أن ألمانيا "مستعدّة لتحمّل مسؤولية أساسية من أجل أمن قارتنا".
ويعوّل شولتس، الذي خلف أنجيلا ميركل وتعرّض لانتقادات باعتبار أن دعمه العسكري لكييف كان خجولًا جدًا، على زيادة قوة الدفاع الأوروبي خصوصًا في حلف الناتو.
وقال: "علينا نحن الأوروبيين، تحمّل مسؤوليات أكبر بكثير في حلف شمال الأطلسي".
وأبدى شولتس تأييده لإنشاء "مقرّ عام أوروبي" قادر على "القيام بمهمّات، سواء لإجلاء مواطنينا على غرار ما حصل العام الماضي في أفغانستان، أو مهمّة أوروبية استشارية أو تدريبية، كما في العراق ومالي والنيجر".
كما يعتزم المستشار "استخدام الإمكانيات التي توفرها معاهدات الاتحاد الأوروبي لإسناد المهام إلى مجموعة من الدول الأعضاء" من أجل تسهيل عمليات عسكرية أوروبية محتملة.
لكنه أكد أن "المشكلة الأكثر إلحاحًا في أوروبا قد تكون العدد المتشابك تمامًا لمنظومات الأسلحة والمعدّات العسكرية وكذلك المنافسة بين شركات الأسلحة المختلفة".
ورأى أن "وحدها زيادة منسّقة للقدرات الأوروبية ستتيح لأوروبا التصرّف"، مشددًا على "أهمية مجال الدفاع الجوّي - المنسّق على المستوى الأوروبي والذي يسهم في تعزيز الركيزة الأوروبية للناتو".