حذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ المستشار الألماني أولاف شولتس من "إضاعة الثقة السياسية المتبادلة"، في حين أكّد هذا الأخير الاتفاق مع الصين حول رفض أي استخدام للسلاح النووي في إطار الحرب الروسية على أوكرانيا.
جاء ذلك عقب لقاء جمعهما في بكين، بزيارة هي الأولى لزعيم أوروبي منذ إعلان جين بينغ أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الصيني لولاية ثالثة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وأول زيارة لشولتس مستشارًا لألمانيا.
اختبار للعلاقات
ووفق بيان رسمي عن الاجتماع نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، نبّه الرئيس الصيني خلال لقاءه مع شولتس من سهولة تقويض الثقة السياسية مقابل "صعوبة إعادة بنائها"، وأن على الجانبين رعاية تلك الثقة.
وأضافت الوكالة أن شي أبلغ المستشار الألماني بأنه على ألمانيا والصين "احترام بعضهما بعضًا ورعاية المصالح الأساسية للبلدين".
سبق ذلك، تشديد من شي لدى استقباله شولتس في قاعة الشعب الكبرى في قلب بكين، على ضرورة تعاون البلدين بصورة أوثق فيما يتعلق بالملفات الدولية "للمساهمة في السلام العالمي والتنمية".
وينظر إلى زيارة شولتس على أنها اختبار حقيقي للعلاقات بين الصين والغرب بعد تصاعد التوتر على مدى سنوات، حيث أكد المستشار الألماني على أهمية الاجتماع مع الرئيس الصيني "خلال تلك الأوقات المشحونة بالتوتر".
توافق حول الخطر النووي
بدوره، صرّح شولتس للصحافة بعد انتهاء الزيارة التي استمرت يومًا واحدًا فقط إن "الحرب على أوكرانيا تخلق وضعًا خطيرًا للعالم بأسره.. وهنا في الصين يدركون أيضًا أن ستكون هناك تداعيات لأي تصعيد على العالم كلّه".
وتابع المستشار الألماني: "لهذا السبب كان من المهمّ جدًا بالنسبة إليّ الإشارة والقول بوضوح إن تصعيدًا في الحرب على شكل استخدام سلاح نووي تكتيكي، مرفوض"، مضيفًا: "أنا سعيد جدًا لأن في هذا الموضوع على الأقلّ تم التوصل إلى اتفاق".
ونشطت مؤخرًا تحركات الغرب الدبلوماسية والعسكرية في هذا الإطار، مع تزايد المخاوف من استخدام روسيا السلاح النووي ضمن الهجوم العسكري على أوكرانيا، لا سيما وأن بوتين ألمح إلى ذلك خلال خطاب تلفزيوني في 21 سبتمبر/ أيلول.
في المقابل، تتّهم روسيا أوكرانيا مؤخرًا بالتحضير لاستخدام "قنبلة قذرة" ضد قواتها. وكانت وكالة الطاقة الذرية قد أكّدت مؤخرًا عدم عثور مفتشيها على أي آثار نووي في 3 مواقع نووي أوكرانية بعد طلب روسي مقدم من روسيا للتحقيق في مزاعم بشأن أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وغالبًا ما يعتبر الغرب أن الصين متسامحة جدًا مع موسكو، رغم أنها تتبنى موقفًا رسميًا حياديًا من النزاع في أوكرانيا.